[2] ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الِإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ وصفَ النطفةَ مع أنها مفردٌ بـ (أَمْشَاجٍ) وهو جمعٌ، لأنها في معنى الجمع، أو بجعلِ أجزائها نُطَفًا، وقيل: (أَمْشَاجٍ) مفردٌ لا جمعٌ، كبرمةٍ أعشار، وثوبِ أخلاقٍ.
وقفة
[2] ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ أي: ماء مهين مستقذر، ﴿نَّبْتَلِيهِ﴾ بذلك؛ لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها، أم ينساها وتغره نفسه.
عمل
[2] ﴿إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه﴾ إذا أردت راحة النفس وما يعينك علي التجلد والصبر, فاستحضر دومًا أن الدنيا دار ابتلاء، لا دار قرار وبقاء.
عمل
[2] ﴿إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه﴾ (نَبتَليهِ) أيها الإنسان أنت في اختبار؛ فلا تغفل.
[2] ﴿أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ﴾ ننتهي من بلاء وندخل في آخر، دار كبد طبعت على كدر، اللهم أخرجنا من الابتلاءات بالرضا عنك، وحسن الظن بك، واليقين وصدق التوكل عليك.
وقفة
[2] ﴿نَبْتَليهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ فإن قلتَ: كيف عَطَفَ على (نبْتلِيهِ) ما بعدَه بالفاء، مع أنَّ الابتلاءَ متأخرٌ عنه؟ قلتُ: (نبْتلِيهِ) حالٌ مُقدَّرة أي مريدين ابتلاءه حين تأهُّله، فجعلناه سميعًا بصيرًا، فالمعطوفُ عليه هو إرادةُ الابتلاء لا الابتلاءُ.
وقفة
[2] ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ السمع والبصر هما أهم وسائل الهداية، فهما الصمامان اللذان يوصلان النور والهدى للقلب.
عمل
[2] تفكر في خلق الإنسان ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.