[1] اشتملت سورتا الفلق والناس على ثلاثة أصول للاستعاذة: 1- نفس الاستعاذة. 2- المستعاذ به. 3- المستعاذ منه. فبمعرفة ذلك تعرف شدة الضرورة إلى هاتين السورتين، وأن حاجة العبد إليهما أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس.
عمل
[1] اقرأ المعوذاتِ (الإخلاص والفلق والنَّاس) مرةً واحدةً بعد كل صلاةٍ، وعند النومِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ومع أذكارِ الصَّباحِ والمساءِ ثلاثَ مرَّاتٍ.
عمل
[1] ارق نفسك بالمعوذات.
وقفة
[1] سورة الفلق جاءت في الاستعاذة بالله من الشرور التي هي خارج إرادتنا وقدرتنا، فهذه هي المصائب، وعلمنا في السورتين كيف نستعيذ به عز وجل من هذه الشرور.
وقفة
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ في الاستعاذة بهذه الصفة تفاؤل، وتذكير بالنور بعد الظلمة، والسعة بعد الضيق، والفرج بعد الانغلاق، والفلق كل ما يفلقه الله تعالى، كالنبات من الأرض، والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأولاد، والحب والنوى وغير ذلك، وكله مما يوحي بالفرج المشرق العجيب.
عمل
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ اقرأ سورة الفلق وتفاءل؛ أليس الذي أزاح ظلمة الليل بانفلاق الصباح بقادر على تفريج كربك وتيسير أمرك!
وقفة
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ والفلق هو: النور الذي يزيل الظلام، ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ﴾ [الأنعام: 96]، فهذا المطلع القوي يفيد التفاؤل عند مواجهة الأمور العظيمة، كهذه الشرور المذكورة في السورة، كما أنها تضمنت شرورًا تقع غالبًا في الليل، فقابلها بالنور الذي يفلقها ويزيل أثرها كما يزيل الصبح أثر الظلام.
وقفة
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ حينما يستعيذ المرء بسورة الفلق، يستجلب التفاؤل ويستذكر النور بعد الظلمة والسعة بعد الضيق والفرج بعد الانغلاق.
تفاعل
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ استعذ الآن.
وقفة
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ ما أعظم الاستعاذة بهذه الصفة العظيمة (رب الفلق)! وما تشتمل عليه من قوة وغلبة وسلطان على ظلمات الشرور والسحرة والحاسدين، وتأمل لفظة الفلق وما يقابلها من انغلاق الليل، وانغلاق عقد السحرة، وانغلاق قلوب الحاسدين.
وقفة
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ قال الرازي: «في سورة الفلق المستعاذ به مذكور بصفة واحدة، وهي أنه رب الفلق، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد، أما سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث: وهي الرب والملك والإله، والمستعاذ منه آفة واحدة، وهي الوسوسة، فما الفرق بين الموضعين؟ أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في سورة الناس سلامة الدين، وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت، أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت».
[1] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ قال الشاعر عبد الله السعيدي:
ليلٌ ويعْقبُهُ فَلَقْ ... فلِمَ التشاؤمُ والقلَقْ؟!
أُنظر لرحمةِ والِدَيْكَ ... فكيفَ رحْمةُ مَن خلقْ؟!
وقفة
[1] نستعيذ بـ ﴿رب الفلق﴾ من أربع أعداء، ونستعيذ بـ ﴿رب الناس * ملك الناس * اله الناس﴾ [الناس: 1-3] من عدو واحد، هل عرفت من عدوك؟!
وقفة
[1، 2] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ كثيًا ما نستعيذ من الشرور الخارجية، لكن غالبًا ما نغفل عن الاستعاذة من عدونا الداخلي: أنفسنا الأمارة بالسوء.
وقفة
[1، 2] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ كثيرون يقرؤونها وهم يستحضرون في أذهانهم شرور غيرهم، بينما الواجب أن يستحضروا التعوذ من شرور أنفسهم ابتداءً، كما في خطلبة الحاجة: «وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا» [أحمد ٤/٢٦٤، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح]، وحديث: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ» [الترمذي 3392، وصححه الألباني]؛ فقدم شر نفسه على شر الشيطان.
وقفة
[1، 2] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ هذا هو التأمين الشامل والذي نفسي بيده، ضد كل شيء.
وقفة
[1، 2] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ هل فكرت يومًا في شر نفسك؟ اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا.
وقفة
[1-2 ] ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ هل رأيت شيئًا يبعث الطمأنينة والأمن من الشرور مثل هذا؟ إنك لا تستعيذ من شيء بشيء أعظم ممن خلقه.