[1] اشتملت سورتا الفلق والناس على ثلاثة أصول للاستعاذة: 1- نفس الاستعاذة. 2- المستعاذ به. 3- المستعاذ منه. فبمعرفة ذلك تعرف شدة الضرورة إلى هاتين السورتين، وأن حاجة العبد إليهما أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس.
عمل
[1] اقرأ المعوذاتِ (الإخلاص والفلق والنَّاس) مرةً واحدةً بعد كل صلاةٍ، وعند النومِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ومع أذكارِ الصَّباحِ والمساءِ ثلاثَ مرَّاتٍ.
عمل
[1] ارق نفسك بالمعوذات.
وقفة
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ قال الرازي: «في سورة الفلق المستعاذ به مذكور بصفة واحدة، وهي أنه رب الفلق، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد، أما سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث: وهي الرب والملك والإله، والمستعاذ منه آفة واحدة، وهي الوسوسة، فما الفرق بين الموضعين؟ أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في سورة الناس سلامة الدين، وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت، أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت».
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ من المعلوم أن الله رب جميع الخلائق، وإنما قال رب الناس مع أنه رب جميع مخلوقاته للدلالة على شرفهم؛ ولكون الاستعاذة وقعت من شر ما يوسوس في صدورهم.
وقفة
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ لِمَ قال: (أعوذ) دون (أستعيذ)؟ السين والتاء دالة على الطلب، فقوله: أستعيذ بالله، أي أطلب العياذ به، أما من قال: أعوذ بالله، فقد امتثل بالفعل لما طلب منه؛ لأن الله طلب منه الاعتصام والالتجاء إليه، وفرق بين نفس الاعتصام والالتجاء، وبين طلب ذلك. فالأول: مخبر عن حاله وعياذه بربه، وخبره يتضمن سؤاله وطلبه أن يعيذه. والثاني: طالب سائل من ربه أن يعيذه، كأنه يقول: أطلب منك أن تعيذني. فحال الأول أكمل.
وقفة
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ بدأ برب الناس، وقدَّم الربوبية على غيرها لعمومها وشمولها لكل الخلق، وأخر صفة الألوهية لاختصاصها بمن عبده ووحده فحسب.
وقفة
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ قال القرطبي: «وإنما ذكر أنه رب الناس، وإن كان ربًّا لجميع الخلق لأمرين: أحدهما: لأن الناس معظمون، فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا. الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرّهم، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم».
تفاعل
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ استعذ الآن.
وقفة
[1] ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ تكرار كلمة الناس في آخر سورة في المصحف 5 مرات، هذا كتاب الإنسانية وكتاب الناس أجمعين إلى يوم الدين.
وقفة
[1] ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ [الفلق: 1]، ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ تأمين شامل على حياتك كل صباح ومساء.
وقفة
[1] قوله تعالى: ﴿برب الناس﴾ وهو رب كل شيء، فما وجه تخصيص الناس؟ الجواب: أن المستعاذ منه الوسوسة وهي مخصوصة بالناس، فناسب استغاثتهم لسيدهم، وتسميتهم لذلك.