[1] ﴿ص وَالقُرآنِ ذِي الذِّكرِ﴾ فى أغلب السور التى افتتحت بالحروف المقطعة يأتى ذكر كتاب الله العزيز بعدها، فحروفه مثل تلك الحروف، وكلامه مكون من نفس الحروف، ولكن هيهات هيهات أن يأتى أحد بمثل ما فيه.
وقفة
[1] ﴿ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ أقسم الله عز وجل بالقرآن العظيم؛ فالواجب تَلقِّيه بالإيمان والتصديق، والإقبال على استخراج معانيه.
لمسة
[1] ﴿ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ هنا ملمح جميل، تأمل كيف أضيفت كلمة (ذي) إلى الذكر، والذكر هو القرآن، وكلمة (ذي) لا تضاف إلا إلى الأشياء الرفيعة التي يقصد التنويه بشأنها، أما قرأت قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 78]؟ وقوله: ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ﴾ [الكهف: 58]؟ ولا نجد وربك الغفور صاحب الرحمة؛ لأن الكلام عن الله سبحانه وتعالى.
وقفة
[1] ﴿ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ من وظائف القرآن أن يذكِّرنا بما ينفعنا في معاشنا ومعادنا، فمن منا تذكر؟!
وقفة
[1] ﴿ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ بعض القسم لشدة وضوحه لا يحتاج إلى جواب؛ لأن الجواب معلوم سلفًا من السياق، وتقديره: ليس الأمر كما قال الكفار من تعدد الآلهة، إنما هو إله واحد.
وقفة
[1] ﴿ص وَالقُرآنِ ذِي الذِّكرِ﴾ لن تستشعر قيمة أن القرآن الكريم فى ذاته هو المعجزة الأعظم فى تاريخ البشرية وحتى قيام الساعة، إلا بعد أن تغوص فى آياته؛ مُتأملًا مُتدبرًا تَاليًا حافظًا عاملًا مُبلغًا متعايشًا بآياته مُتبعًا لأحكامه ومُتجنبًا لنواهيه.
وقفة
[1] ﴿ص وَالقُرآنِ ذِي الذِّكرِ﴾ ذي: أي الصاحب، فلن تستفيد منه إلا بكثرة مصاحبته، بتلاوته وفهمه وتدبره والعمل به، فذكره الدائم بإتيان تلك الأعمال هو الفائدة الكبرى.
وقفة
[1] ﴿ص وَالقُرآنِ ذِي الذِّكرِ﴾ الملازمة لكتاب الله فيها النجاة.
وقفة
[1] سورة ص عظَّم الله تعالى فيها من شأن القرآن، وأنه تذكرة للناس فقال في أولها: ﴿ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ﴾، وقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [29]، وقال في ختامها: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [87]، جاءت سورة الزمر مباشرة بعدها تنوه بشأن القرآن وتعظم من أمره.
عمل
[1] اقرأ اليوم كتابًا في التفسير فيه شرح لدرسك الذي تحفظه من القرآن ﴿ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾.
وقفة
[1، 2] ﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ أي: إن في هذا القرآن لذكرًا لمن يتذكر، وعبرة لمن يعتبر، وإنما لم ينتفع به الكافرون لأنهم ﴿فِي عِزَّةٍ﴾ أي: استكبار عنه وحمية، ﴿وَشِقَاقٍ﴾ أي: ومخالفة له، ومعاندة، ومفارقة.
وقفة
[1، 2] ﴿ص وَالقُرآنِ ذِي الذِّكرِ * بَلِ الَّذينَ كَفَروا في عِزَّةٍ وَشِقاقٍ﴾ كلما ازددت بعدًا عن كتاب الله؛ ازددت غرورًا واستكبارًا.