بسم الله الرحمان الرحيم
{عبس وتولى 1 أن جاءه الأعمى 2 وما يدريك لعله يزّكّى 3 أو يذّكّر فتنفعه الذكرى 4 أما من استغنى 5 فأنت له تصدى 6 وما عليك ألا يزّكّى 7 وأما من جاءك يسعى 8 وهو يخشى 9 فأنت عنه تلهّى 10 كلا إنها تذكرة 11 فمن شاء ذكره 12 في صحف مكرمة 13 مرفوعة مطهرة 14 بأيدي سفرة 15 كرام بررة} .
وسبب نزول هذه الآيات هو ابن أم مكتوم الأعمى .فقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وعباس بن عبد المطلب وأبيّا بن خلف وأمية ابن خلف ،ويدعوهم إلى الله تعالى ويرجو إسلامهم .فقام ابن أم مكتوم وقال: يا رسول الله علّمني مما علمك الله .وجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه .وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد .فعبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم فأنزل الله تعالى هذه الآية .فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه .وإذا رآه يقول:"مرحبا بمن عاتبني فيه ربي "{[4757]} .
قوله:{عبس وتولى} عبس ،أي كلح بوجهه أو قبضه تكرّها .من العبوس والتعبس وهو التجهم .ويوم عبوس أي شديد{[4758]}{وتولى} أي أعرض .