اقتراب الساعة
بسم الله الرحمن الرحيم
{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ( 1 ) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( 2 ) لَاهِيَةًً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ( 3 ) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 4 ) بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ( 5 ) مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ( 6 )} .
التفسير:
1- اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ .
اقترب: اقترب وقرب بمعنى واحد ،والمراد من اقتراب الحساب: اقتراب زمانه ،وهو مجيء الساعة .
الناس: هم المكلفون .
معرضون: عن التأهب لهذا اليوم
مطلع قوى يهز القلوب هزا ،ويثير الفزع عند كل غافل أو مستهتر ،أو معرض عن البعث والحساب والجزاء ،فالدنيا قصيرة الأمد ،واليوم عمل ولا حساب ،وغدا حساب ولا عمل ،والموت يأتي بغتة ،فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَآخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ .( النحل: 61 ) .
وخلاصة معنى الآية:
دنا وقت الحساب والجزاء ،والناس غافلون عن حسابهم ،ساهون لا يفكرون في عاقبتهم ،مع أن قضية العقل تقضي بجزاء المحسن والمسيء ،ومن شأن كفار مكة أنهم إذا تلى عليهم الوحي ،ونبهوا من غفلتهم ،بما يتلى عليهم من الآيات والنذر ،أعرضوا ،وسدوا آذانهم عن سماع الوحي ،وعن التنبيه لأمور الآخرة .