{ طه} قال أبو بكر الصديق:إنها من أسرار الله تعالى ، أي أنها كغيرها من الحروف التي تبتدأ بها السور مثل{ ألم ، ألمص ، ألر} وقد تكلمنا فيما تشير إليه في عدة سور مما سبق .
ولكن مع ذلك نسرد ما قيل في ذلك ، قيل:إن طه اسم لله تعالى ، وقيل:إنها اسم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وربما يسوغ ذلك أن ما بعدها كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكأنه نودي بذلك ، ثم ألقى القول والبيان المنبه إلى ما عليه في هذه الرسالة ، فليس عليه أن يؤمنوا ، وإنما عليه التذكرة فلهذا القول وجه من التوجيه .
وقيل:إنها فعل أمر أصله "طأ"قلبت الهمزة هاء ، ويصح أن يقال:إنها قلبت ألفا ثم جاءت هاء السكت بدلا عنها ، وقيل:إن معناه "يا رجل"، لأن طه في لغة عك{[1482]} معناها يا رجل . وقيل:هي بهذا المعنى في لغة الحبشة .
وإني أراها كأخواتها من الحروف التي تبدأ بها السور ، يقال:إنها أسماء للسور ، وإذا كان ثمة احتمال لأن تكون بمعنى ندركه ، فإنا نميل إلى أن يكون اسما للرسول صلى الله عليه وسلم .