نوديّ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه في حالة خاصة تلبس بها حين نزول السورة .وهي أنه لما رأى الملك بين السماء والأرض فرق من رؤيته فرجع إلى خديجة فقال: دثروني دثروني ،أو قال: زملوني ،أو قال: زملوني فدثروني ،على اختلاف الروايات ،والجمع بينها ظاهر فدثرته فنزلت:{ يا أيها المدثر} .
وقد مضى عند قوله تعالى:{ يا أيها المزمل}[ المزمل: 1] ما في هذا النداء من التكرمة والتلطف .
و{ المدثر}: اسم فاعل من تدثّر ،إذا لبس الدِّثَار ،فأصله المتدثر أدغمت التاء في الدال لتقاربهما في النطق كما وقع في فعل ادَّعى .
والدِّثار: بكسر الدال: الثوب الذي يُلبس فوق الثوب الذي يُلبس مباشِراً للجسد الذي يسمى شعاراً .وفي الحديث"الأنصار شِعَار والناسُ دِثَار".
فالوصف ب{ المدثر} حقيقة ،وقيل هو مجاز على معنى: المدثر بالنبوءة ،كما يقال: ارتدى بالمجد وتأزَّر به على نحو ما قيل في قوله تعالى:{ يا أيها المزمل ،أي يا أيها اللابس خلعة النبوءة ودِثارها .