/م1
فأما{ المرسلات} فإذا جعل وصفاً للملائكة كان المعنيُّ بهم المرسلين إلى الرسل والأنبياء مثل جبريل في إرساله بالوحي ،وغيره من الملائكة الذين يبعثهم الله إلى بعض أنبيائه بتعليم أو خبر أو نصر كما في قوله تعالى عن زكرياء:{ فنادَتْه الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب} الآية[ آل عمران: 39] ،أو{ المرسلات} بتنفيذ أمر الله في العذاب مثل المرسلين إلى قوم لوط ،و{ عُرْفاً} حال مفيدة معنى التشبيه البليغ ،أي مثل عرف الفرس في تتابع الشعر بعضه ببعض ،يقال: هم كعرف الضبع ،إذا تألبوا ،ويقال: جاءوا عرفاً واحداً .وهو صالح لوصف الملائكة ولوصف الريح .
وفسر{ عُرفاً} بأنه اسمٌ ،أي الشعرَ الذي على رقبة الفرس ونصبه على الحال على طريقة التشبيه البليغ ،أي كالعُرف في تتابع البعض لبعض ،وفسر بأنه مصدر بمعنى المفعول ،أي معرُوف ( ضد المنكَر ) ،وأن نصبه على المفعول لأجله ،أي لأجل الإِرشاد والصلاح .