لماذا نحفظ القرآن الكريم ؟

إن حفظَ القرآنِ الكريمِ من أجلِ القرباتِ، وأفضل الطاعات، وقد حثَ النبيُ صل الله عليه وسلم أمته على حفظِ القرآنِ الكريمِ ومدارستِه وتدبره وتعلمِّه وتعليمِه، وبيّنَ فضلَ أهلِه وحملتِه، وها هي بعضُ فوائدِ الحفظِ وفضائلِه ليكونَ ذلك باعثًا للهممِ، فمنْ عرفَ الأجرَ هانتْ عليه المصاعبُ والمشاقُ .

5

خامسًا : حافظُ القرآنِ مقدم على غيره في الدنيا والآخرة

ومن المواطن التي يقدم فيها حافظُ القرآنِ على غيره ما يلي:
أ‌- إمامةُ الصلاةِ: عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» [مسلم 673]، أَقْرَؤُهُمْ أي: أحفظُهم.
ب‌- المشورةُ والرأي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: «كَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابُ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا» [البخاري 7286].
جـ- الدفنُ بعدَ الموتِ: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ». [البخاري 1343]، فتكريمُ حافظِ القرآنِ لم يقفْ عندَ هذه الدارِ بل تجاوزَها إلى الدارِ الباقيةِ، فيقدمُ في قبرهِ، وهنيئًا لهُ ما يلقاهُ بعدَ ذلكَ.

6

سادسًا : حافظُ القرآنِ يوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ ويُكسى والداه حلتين

عَنْ بُرَيْدَةَ عَن النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لاَ يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولاَنِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا» [أحمد 394، وحسنه الألباني].

8

ثامنًا : حافظُ القرآنِ أكثرُ الناسِ تلاوةً له فهو أكثرُهم جمعًا لأجرِ التلاوةِ

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صل الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ آلم حَرْفٌ، وَلكَنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرفٌ». [الترمذي 2910، وصححه الألباني]، وعَدَدُ أَحْرُف الْقُرْآنِ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاَثمِائَةِ أَلْفِ حَرْفٍ، وَفِي أَجْر خَتْمَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاَثةِ مَلايِين حَسَنَةٍ، فَعِنْدَمَا تَقْرَأ بِالْبَسْمَلَة فَقَطْ مائَة وَتِسْعُونَ حَسَنَة، فإذا كانَ هذا الأجرُ الجزيلُ يعطي للقارئِ فما بالكم بالذي يحفظُ؟! ذلك لأنهُ من المعلوم أن الذي يحفظُ قد داومَ على القراءةِ كثيرًا، وما زالَ يداومُ حتى يثبتَ حفظَه، فالعقلُ القاصرُ لا يمكن أن يتخيلَ حجمَ الثوابِ الهائلِ الذي يأخذُه القارئُ ومن ثم الحافظ للقرآن.

روابط سريعة×