أولاً : التمهيد للسورة :
- • نعم سورة الفاتحة أعظم سورة:: عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَنَا أُصَلِّي فَدَعَانِي ...، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ؟ فَذَهَبَ النَّبِيُّ ﷺ لِيَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ فَذَكَّرْتُهُ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» .
- • سورة الفاتحة لا مثيل لها:: نعم، لا مثيل لها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَ فِى التَّوْرَاةِ وَلاَ فِى الإِنْجِيلِ وَلاَ فِى الزَّبُورِ وَلاَ فِى الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا لَهِىَ السَّبْعُ الْمَثَانِى الَّذِى أَتَانِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» .
- • سورة الفاتحة نور:: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنهُ مَلَكٌ»، فَقَالَ: «هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ»، فَسَلَّمَ وَقَالَ: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيْتَهُمَا، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ» .
- • سورة الفاتحة رقية وعلاج ودواء وشفاء للأسقام المادية والمعنوية:: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: «أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنْ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ، فَأَتَوْا بِالشَّاءِ فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ ﷺ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ، وَقَالَ: وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ» .
- • سورة الفاتحة حوار مع الله:: تلاوة سورة الفاتحة تفتح لك أعظم أبواب الشرف، وهو الحوار مع الله تبارك وتعالى، ففي الحديث القدسي: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِى عَبْدِى، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، قَالَ: مَجَّدَنِى عَبْدِى، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، قَالَ: هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ» . فتستشعر أنك كلما تقرأ سورة الفاتحة فإنّ الله تعالى يجيبك، أي شرف هذا؟! في حوار يكرر رب العزة ذكرك فيه بالعبودية، ويكافئك بالإجابة، مع أنك لم تأت بجديد، ولم تتفضل بشيء من عندك، فهو سبحانه أهل الثناء كما تقول وخير مما تقول. لذلك عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه كان يقرأ الفاتحة آية آية ويسكت بين الآية والأخرى، وحين سئل عن سبب سكوته قال: «لأستمتع برد ربي». فلو أن قلب المرء استشعر بأن ربه يرد عليه حين يقرأ كل آية من سورة الفاتحة لطار من كثرة الفرح.
- • سورة الفاتحة حاوية أهداف القرآن:: إنَّ سر الفاتحة يكمن في اشتمالها على جميع معاني القرآن، فكل معنى في القرآن تجده في الفاتحة، وكل أهداف القرآن جمعت في هذه الآيات السبع.
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «فاتحة الكتاب»، و«أم الكتاب»، و«أم القرآن»، و«السَّبْع المَثَانِي»، و«القرآن العظيم»، و«سورة الحمد»، و«سورة الصلاة».
- • معنى الاسم :: الفاتحة مشتقة من الفتح، وهو إزالة حاجز عن مكان مقصود، وفاتحة كل شيء: أوله ومبتدؤه.
- • سبب التسمية :: «فاتحة الكتاب» لافتتاح القرآن بها، فهي أول القرآن (في ترتيب المصحف لا في النزول). و«أم الكتاب»، و«أم القرآن» لاشتمالها على جميع معاني القرآن، فكل معنى في القرآن تجده في الفاتحة، فهي كالأم بالنسبة لباقي السور. و«السَّبْع المَثَانِي»؛ لأنها سبع آيات تثنى أي تعاد وتكرر في كل ركعة. و«القرآن العظيم»؛ لاشتمالها على المعاني الجليلة التي في القرآن.و«سورة الحمد»؛ لوروده في أولها، و«سورة الصلاة»؛ لوجوب قراءتها فيها، وتوقف الصلاة عليها.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: لها أسماء كثيرة، منها: «الشافية»، و«الرُقية»، و«الوافية»، و«الكافية»، و«الكنز»، و«الشكر»، و«الأساس»، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، وقد ذكر القرطبي للفاتحة 12 اسمًا، وذكر السيوطي لها في كتابه الإتقان 25 اسمًا.
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: أن أَعْظَمَ كتاب ابتُدِئ باسم الله؛ فغيره أحوج لذلك: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
- • علمتني السورة :: أن الله هو المستحق لجميع المحامد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
- • علمتني السورة :: رحمة الله تسع الكون كلَّه، فكيف لا تسع أخطاء الإنسان؟!: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
- • علمتني السورة :: أن الهداية إلى الصراط المستقيم لا تكون إلا بتوفيق الله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾