فمن ترك التكرار نسي، التكرار للقرآن الكريم هو أساس كل شيء. ومن الأشياء المهمة أنك في البداية تشعر بصعوبة، الشيخ إبراهيم الذي حفظ القرآن في 55 يومًا كان يراجع في اليوم ثلاثة أجزاء، ثم أصبح الأمر سهلًا عليه فراجع خمسة، ثم عشرة، ثم يقول أنا أراجع في اليوم 15 جزء بسهولة وراحة، لأنه تعود التكرار والمراجعة، عوِّد نفسك على التكرار بدون ملل.
القاعدة العاشرة:الحفظ اليومي المنتظم خير من الحفظ المتقطع: لــمــاذا؟ إذا داومت على الحفظ تتنشط الذاكرة، وقد تجد طريقة في الحفظ أفضل ومناسبة لك، بعض العلماء قالوا: لا مانع إذا أعطى الحافظ لنفسه استراحة يوم أو يومين إذا وجد نفسه قد تعب من الحفظ.أيضًا عليك أن تعطي لنفسك جائزة إذا أنجزت شيئًا في الحفظ.تخيل نفسك شخصًا آخر يهنئك على الإنجاز، ويبارك لك ما قدمته. هل سمعت بإبراهيم الفقي؟ أحد المدربين العالميين قال أنه بدأ حياته بكندا، وكان يعمل غاسل صحون في فندق، وكان عنده تصميم أنه يصبح في يوم من الأيام مدير أحد الفنادق الكبيرة، وبعد سنوات أصبح مديرًا لأحد الفنادق الكبرى في كندا، فيقول: لمَّا تسلمت إدارة الفندق، في الصباح لم يهنئني أحد على المنصب الجديد، فرحت و اشتريت بوكيه ورد، وكتبت بطاقة تهنئة، وكتبت بنهايتها اسمي، ووضعته في المكتب أمامي. فجاء أحد زملائه يزوره، فنظر إلى الورد وقال: من الذي أرسل لك هذه التهنئة؟ وعندما نظر إلى البطاقة قرأ الاسم: إبراهيم؟ فقال: من إبراهيم؟ قال له: أنا، فتعجب وذهب إلى زملائه، وقال لهم يجب علينا أن نبارك له، يقول: وبعد فترة بسيطة امتلأت الغرفة بالورود والتهاني.القاعدة الحادية عشر:الحفظ البطيء الهادي أفضل من السريع المندفع: البطيء معناه أن تحرك العين يمينًا ويسارًا ببطء شديد، كأنك تصور بكاميرا فيديو، تنظر هكذا على المصحف يمينًا ويسارًا، ركِّز على الآيات والأسطر التي ستحفظها، حتى أن بعض البصريين ينصح أن يضع ورقة على النص حتى لا تنتبه لغير المحفوظ، انظر إلى الآيات ثم أغمض عينيك مباشرة واقرأ، لا تنظر إلى السقف والشبابيك والستائر والأنوار و ... الخ، لأنك ستحفظ أشكالًا ثانية غير الآيات، وهذا خاص بالبصريين، ولعل منهم الإمام الشافعي رحمه الله كان يغطي الصفحة الثانية لئلا يحفظها (ساعة من تركيز خير من أسبوع من الفوضى).القاعدة الثانية عشر:التركيز على المتشابهات يرفع الالتباس: أفضل طريقة لحفظ المتشابهات، وحتى تركز في ذهنك أن تقرأ على شيخ تكون له خبرة بالمتشابهات في باقي الآيات. مثال على المتشابهات:(يقتلون النبيين بغير الحق)، (يقتلون الأنبياء بغير حق ) الأولى في سورة، والثانية في سورة أخرى، ونتساءل: لماذا ذكرت بلفظين مختلفين؟ فعمل الشيخ الحافظ هو توضيح ذلك للطالب حتى يسهل عليه الحفظ بدون أن يخلط بينها. هناك كتب بهذا المجال منها: البرهان في متشابه القرآن للكرماني، فتح الرحمن للقاضي زكريا الأنصاري، ويوجد كتب اهتمت بالمتشابه بدون تعليل كثيرة منها: عنوان الرحمن في حفظ القرآن لأبي ذر القلموني. تنبيه الحفاظ إلى متشابه الألفاظ محمد عبد العزيز. متشابهات القرآن مصطفى الملائكة.القاعدة الثالثة عشر:ضرورة الارتباط بالشيخ المعلم: الذي يربطك عقليًّا وتربويًّا وعلميًّا، ويعطيك أصول علم التجويد، وتلتزم معه بطريقة معينة في الحفظ، حتى لا يتشتت ذهنك من شيخ إلى آخر ومن طريقة إلى أخرى.القاعدة الرابعة عشر:تركيز النظر أثناء الحفظ على الآيات لتنطبع على صفحات الذهن: ما نقصد به من هذه القاعدة هو التركيز العميق، اجعل عينيك تشبع من القرآن، أولًا أجعلها كاميرا، ثم بعد ذلك قرب الصورة أكثر لكي تدخلها في العمق.القاعدة الخامسة عشر:اقتران الحفظ بالعمل ولزوم الطاعات وترك المعاصي: وأضيف بيتًا من الشعر معروف تأكيدًا على هذه القاعدة، عندما قال الشافعي رحمه الله:شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ... فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ... ونورُ الله لا يهدى لعاصي
القاعدة السادسة عشر:المراجعة: الناس نوعان: إما حفاظ للقرآن كاملًا، وإما حافظين لأجزاء محددة. الحفظ الجزئي يحتاج إلى قراءته دومًا، بحيث لا يمر عليك الأسبوع إلا وقد مررت على كل حفظك، خذ هذه قاعدة لك. وأما حفاظ القرآن الكريم كاملًا فلهم عدة أساليب في المراجعة منها: التسديس: وهو أن تقسم القرآن الكريم كل يوم ستة أجزاء ,, أو التسبيع: له بيت شعر: بكرٌ عقودٌ يونسُ سبحانا **** الشعرا يقطين ق بانا يوم السبت: بكر، وهي سورة (البقرة) إلى عقود وهي (المائدة) يوم الأحد: عقود، وهي (المائدة) إلى ( يونس) يوم الاثنين: (يونس) إلى سبحانا وهي (الإسراء) يوم الثلاثاء: (الإسراء) إلى (الشعراء) يوم الأربعاء: (الشعراء) إلى يقطين وهي (الصافات) يوم الخميس: من (الصافات) إلى (ق). يوم الجمعة: من (ق) إلى آخر القرآن.القاعدة السابعة عشر:الفهم الشامل يؤدي إلى الحفظ المتكامل، وهو فهم معنى الآيات فهمًا بحيث يؤدي إلى ترابط المعنى.القاعدة الثامنة عشر:قوة الدافع وصدق الرغبة في الحفظ.القاعدة التاسعة عشر:الالتجاء إلى الله بالدعاء وطلب العون منه عامل مهم لتسهيل حفظ القرآن.