التّفسير
إلغاء عهود المشركين:
كانت في المجتمع الإِسلامي ومحيطه طوائف شتى ،وكان النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتخذ منها موقفاً خاصّاً يتناسب وموقفها منه .
فطائفة منها مثلا لم يكن لها أيُّ عهد مع النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،والنّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) كذلك لم يكن له أيّ عهد معها .
وطوائف أُخرى عاهدت النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الحديبيةوأمثالهاعلى ترك المخاصمة والمنازعة ،وكانت عهود بعضهم ذات أجل مسمى ،وبعض العهود لم تكن ذات أجل مُسمى .
وقد نقضت بعض تلك الطوائف عهودها من جانب واحد ،وبدون أي سبب يجيز النقض وذلك بمظاهرتها أعداء الإِسلام .أو حاولت اغتيال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما هو الحال في يهود بني النضير وبني قريظة ،فواجههم النّبي بشدة وطردهم من المدينة ،لكن بعض المعاهدات بقيت سارية المفعول ،سواء كانت ذات أجل مسمى أو لم تكن .
الآية الأُولى من الآيتين محل البحث تعلن للمشركين كافةً ( براءة من الله ورسوله إِلى الذين عاهدتم من المشركين ) .
/خ2