بسم الله الرحمان الرحيم
{والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 يوم فالجاريات يسرا 3 فالمقسّمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6 والسماء ذات الحبك 7 إنكم لفي قول مختلف 8 يؤفك عنه من أفك 9 قتل الخراصون 10 الذين هم في غمرة ساهون 11 يسئلون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون} .
يقسم الله بأجزاء من خلقه .فقد أقسم ههنا بالذاريات وهي الرياح .وأقسم بالحاملات وقرا ،وذلكم السحاب الذي يحمل قطرات المطر ليسوقه إلى مختلف البلدان والأقاليم .وكذلك أقسم بالجاريات يسرا ،وهي السفن المحملة بالعباد والأمتعة ،والتي تجري على سطح الماء في سهولة ولين ،وذلك بما بثه الله في الأجسام من خاصية الطفو على سطح الماء .ثم أقسم الله بالمقسّمات أمرا ،وهي الملائكة تحمل الأمر من السماء إلى الأرض على اختلافه ما بين خصب وقحط وسعة وفقر ونصر وهزيمة وولادة وموت ،وغير ذلك من وجوه الحوادث والأمور .ويدل على هذا التأويل مما تقدم ما روي عن علي ( رضي الله عنه ) أنه صعد منبر الكوفة فقال: لا تسألوني عن آية في كتاب الله تعالى ولا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنبأتكم بذلك فقام إليه الكواء فقال: يا أمير المؤمنين ما معنى قوله تعالى:{والذاريات ذروا} ؟قال علي ( رضي الله عنه ): الريح .