{والذاريات 1 ذروا 1 فالحاملات وقرا2 2 فالجاريات 3 يسرا 3 فالمقسمات 4أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين5 لواقع 6} [ 1-6] .
1 الذاريات: كناية عن الرياح التي تذرو التراب أي تثيره وتحركه .وفي سورة الكهف آية فيها هذا المعنى صريح وهي:{واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح}[ 45] .
2 الحاملات وقرا: الوقر هو الحملة ،والجملة كناية عن الحساب الذي يكون حاملا للماء
3 الجاريات يسرا: السفن التي تجري في البحر بسهولة أو الرياح الجارية في مهابها أو الكواكب الجارية في منازلها حسب تعدد الأقوال التي يرويها المفسرون عن أهل التأويل في الصدر الإسلامي الأول .
4 المقسمات أمرا: المنفذون لأوامر الله وهم الملائكة أو السحب التي تقسم الأمطار على الأرض حسب تعدد الأقوال التي يرويها المفسرون .
5 الدين: الجزاء .والكلمة كناية عن البعث الذي يكون فيه جزاء كل نفس بما كسبت .
ابتدأت السورة بالأقسام الربانية جريا على الأسلوب القرآني في عدد غير قليل من السور المكية وبخاصة القصيرة .وقد قصد بها توكيد كون ما يوعد به الناس من البعث والجزاء ،وهو وعد صادق وأمر واقع حتما .
وروح الآيات وإن كانت تلهم أنها في صدد إنذار السامعين المخاطبين عامة فإن أسلوبها والآيات التالية لها تدل على أن المقصود بالإنذار هم الكفار .
ويلحظ شيء من التساوق بين هذا المطلع وبين خاتمة سورة الأحقاف من حيث توكيد البعث والجزاء مما يمكن أن يكون فيه قرينة على صحة ترتيب نزول هذه السورة بعد تلك .
والمتبادر أن الإقسام بالمقسومات التي هي مشاهد كون الله ونواميسه وعظيم خلقه قد انطوت على قصد التذكير بعظمة خالق الكون وقدرته على تحقيق ما أوعد الناس به .