مظاهر قدرة الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 1 ) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 2 ) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 3 ) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 4 )}
/م1
المفردات:
يسبح: ينزّه ويقدس ويمجد .
ما في السماوات والأرض: جميع المخلوقات في السماوات والأرض بدلالتها على كماله واستغنائه .
التفسير:
1-{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
كل شيء في الكون خاضع لقدرة الله ،مؤمن بوجود الله ،مُسبّح ومُعظّم ومُنزّه لله عن كل نقص ،ومعترف له بكل كمال ،فالملك لله وحده ،والحمد لله وحده ،وملك الناس أمر عارض ومنتقل ،وشكرنا للناس هو شكر لمن أجرى الله النعمة على يديه ،فالمخلوق سبب ظاهر ،والمسبب الحقيقي هو الله تعالى .
{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
والقدرة صفة وجودية قديمة قائمة بذات الله تعالى ،فهو خالق الأكوان ،ورازق الأكوان ،ومدبّر الملك والخلق ،وهو فعّال لما يريد ،لا حدود لقدرته ،ولا رادّ لأمره .
قال تعالى:{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} .( يس:82 ) .
فإذا أراد إيجاد شيء امتثل ووجد في سرعة قول القائل كُن ،وامتثال الشيء ووجوده في الحال ،فكل شيء في الكون خاضع لقدرته ومشيئته وإرادته .
{إن الله على كل شيء قدير} .( البقرة: 20 ) .