القول في تأويل قوله تعالى:إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)
.
يقول تعالى ذكره:إنا أنـزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم:قَدَرَ الله عليّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن المثنى، قال:ثني عبد الأعلى، قال:ثنا داود، عن عكرِمة، عن ابن عباس، قال:نـزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئًا أنـزله منه حتى جمعه.
حدثنا ابن المثنى قال:ثنا عبد الوهاب، قال:ثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:أنـزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه، فهو قوله:( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) .
قال:ثنا ابن أبي عديّ، عن داود، عن عكرِمة، عن ابن عباس، فذكر نحوه ، وزاد فيه. وكان بين أوّله وآخره عشرون سنة.
قال ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال:ثنا المعتمر بن سليمان التيميّ، قال:ثنا عمران أبو العوّام، قال:ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، أنه قال في قول الله:( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال:نـزل أول القرآن في ليلة القدر.
حدثني يعقوب، قال:ثنا هشيم، قال:أخبرنا حصين، عن حكيم بن جبير، عن ابن عباس، قال:نـزل القرآن في ليلة من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فُرِّق في السنين، وتلا ابن عباس هذه الآية:فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِقال:نـزل متفرّقا.
حدثني يعقوب، قال:ثنا ابن عُلَية، عن داود، عن الشعبيّ، في قوله:( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال:بلغنا أن القرآن نـزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن سعيد بن جُبير:أنـزل القرآن جملة واحدة، ثم أنـزل ربنا في ليلة القدر:فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.
قال:ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، في قوله ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال:أنـزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، إلى السماء الدنيا، فكان بموقع النجوم، فكان الله ينـزله على رسوله، بعضه في أثر بعض، ثم قرأ:وقالوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( ليلة القدر):ليلة الحكم.
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال:ليلة الحكم.
ثنا وكيع. عن سفيان، عن محمد بن سوقة، عن سعيد بن جُبير:يؤذن للحجاج في ليلة القدر، فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد، ولا يُزاد فيهم، ولا ينقص منهم.
حدثني يعقوب، قال:ثنا ابن عُلَية، قال:ثنا ربيعة بن كلثوم، قال:قال رجل للحسن وأنا أسمع:رأيت ليلة القدر في كلّ رمضان هي؟ قال:نعم، والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي كلّ رمضان، وإنها لليلة القدر،فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍفيها يقضي الله كلّ أجل وعمل ورزق، إلى مثلها.
حدثنا أبو كُرَيب. قال:ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر. قال:ليلة القدر في كلّ رمضان.