{متكئين عليها} أي: معتمدين على أيديهم وعلى ظهورهم ،فهم في راحة في اليد وفي الظهر{متقابلين} أي: يقابل بعضهم بعضاً ،وهذا يدل على سعة المكان ،لأن المكان إذا كان ضيقاً لا يمكن أن يكون الناس متقابلين ،وهذه الآية تدل على أن الأمكنة واسعة وهو كذلك ،ولهذا كان أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه ألفي عام،ينظر أقصاه كما ينظر أدناه ،والله على كل شيء قدير ،والجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ،ومن يحيط بسماء واحدة ،كيف وهي عرض السماوات السبع ،والسماوات السبع بعضها من فوق بعض ؟!وكلما كان الشيء فوق كانت دائرته أوسع ،فمن يحيط بهذا إلا الله - عز وجل - ،إذن هم متقابلون لأن أمكنتهم واسعة ،ولأن لديهم من كمال الأدب ما لا يمكن أن يستدبر أحدهم الآخر ،كلهم مؤدبون ،كلهم قلوب صافية ،قال الله تعالى:{ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين} ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن التدابر.والتدابر يشمل التدابر القلبي بحيث يكون كل واحد متجه إلى وجه ،والتدابر البدني إلا عند الحاجة أو الضرورة ،وإلا فمتى أمكن التقابل فهو أفضل ،فلو أن أحداً يكلمك وقد ولاَّك ظهره هل يكون سماعك له ومحبتك له كما لو كان يحدثك مستقبلاً إياك ؟وهذا شيء مشاهد معلوم ،فأهل الجنة على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين ،وفي حال الاتكاء