{فلولا إذا بلغت الحلقوم} أي: الروح ،والذي يعين المرجع هنا السياق كما في قول الله تبارك وتعالى:{فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب} أي: الشمس ،ولم يسبق لها ذكر ،ولكن السياق يدل على ذلك ،فمرجع الضمير تارة يكون مذكوراً ،وتارة يكون معلوماً: إما بالسياق وإما بشيء آخر ،والحلقوم هو مجرى النفس ،وفي جانب الرقبة الأسفل مجريان: مجرى الطعام والشراب ،ويسمى المريء ،ومجرى النفس وهو الحلقوم ،وهو عبارة عن خرزات دائرية لينة منفتحة ،أما المريء فإنه بالعكس فإنه كواحد من الأمعاء ،ووجه ذلك أن مجرى النفس لابد أن يكون مفتوحاً ،لأن النفس لو كان مجراه مغلقاً لكان التنفس شديداً ،لكن برحمة الله جعل الله هذا مثل الأنبوب ،لكنه لين ،خرزات مستديرة ،حتى يهون على المرء رفع رأسه وخفضه ،أما المريء فهو مثل الأمعاء العادية ،والطعام والشراب قوي يفتحه عند النزول إليه ،وذكر الله الحلقوم دون المريء ،لأن الحلقوم مجرى النفس ،وبانقطاعه يموت الإنسان ،فإذا بلغت الروح الحلقوم وهي صاعدة من أسفل البدن إلى هذا الموضع ،حينئذ تنقطع العلائق من الدنيا ،ويعرف الإنسان أنه أقبل على الآخرة وانتهى من الدنيا