{الذين يكذبون بيوم الدين} الكلام من أول السورة إلى آخرها كله في يوم الدين والجزاء ،هؤلاء الذين يكذبون بيوم الدين توعدهم الله بالويل ؛لأن هؤلاء المكذبين بيوم الدين لا يمكن أن يستقيموا على شريعة الله .لا يستقيم على شريعة الله إلا من آمن بيوم الدين ؛لأن من لم يؤمن به وإنما آمن بالحياة فقط ،فهو لا يهتم بما ورائها ،ولا يعمل لذلك ،وإنما يبقى كالأنعام يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم .والله يقرن الإيمان به بالإيمان باليوم الاخر دائماً ؛لأن الإيمان بالله ابتداء والإيمان باليوم الاخر انتهاء .فتؤمن بالله ثم تعمل لليوم الاخر الذي هو المقر ،فهؤلاءوالعياذ باللهكذبوا بيوم الدين ،ومن كذب به لا يمكن أن يعمل له أبداً ؛لأن العمل مبني على عقيدة ،فإذا لم يكن هناك عقيدة فكيف يعمل ،ولهذا قال:{وما يكذب به إلا كل معتدٍ أثيم}