{فأكثروا فيها الفساد} أي: الفساد المعنوي ،والفساد المعنوي يتبعه الفساد الحسي ،ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى:{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} [ الأعراف: 96] .ولهذا قال بعض العلماء في قوله تعالى:{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} [ الأعراف: 56] .قالوا: لا تفسدوها بالمعاصي ،وعلى هذا فيكون قوله{فأكثروا فيها الفساد} أي: الفساد المعنوي ،لكن الفساد المعنوي يتبعه الفساد الحسي ،وكان فيما سبق من الأمم أن الله تعالى يدمر هؤلاء المكذبين عن آخرهم ،لكن هذه الأمة رفع الله عنها هذا النوع من العقوبة وجعل عقوبتها أن يكون بأسهم بينهم ،يدمر بعضهم بعضاً ،وعلى هذا فما حصل من المسلمين من اقتتال بعضهم بعضاً ،ومن تدمير بعضهم بعضاً إنما هو بسبب المعاصي والذنوب ،يسلط الله بعضهم على بعض ويكون هذا عقوبة من الله سبحانه وتعالى ،