{التي لم يخلق مثلها في البلاد} أي لم يصنع مثلها في البلاد ؛لأنها قوية ومحكمة ،وهذا هو الذي غرهم وقالوا: مَن أشد منا قوة ؟وفي قوله:{التي لم يخلق مثلها في البلاد} مع أن الذي صنعها الادمي دليل على أن الادمي قد يوصف بالخلق فيقال خلق كذا ،ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام في المصورين «يقال لهم أحيوا ما خلقتم » ،لكن الخلق الذي ينسب للمخلوق ليس هو الخلق المنسوب إلى الله .الخلق المنسوب إلى الله إيجاد بعد عدم وتحويل وتغيير ،أما الخلق المنسوب لغير الله فهو مجرد تحويل وتغيير ،وأضرب لكم مثلاً: هذا الباب من خشب ،الذي خلق الخشب الله ،ولا يمكن للبشر أن يخلقوه ،لكن البشر يستطيع أن يحول جذوع الخشب وأغصان الخشب إلى أبواب إلى كرسي وما أشبه ذلك ،فالخلق المنسوب للمخلوق ليس هو الخلق المنسوب للخالق ؛لأن الخلق المنسوب للخالق إيجاد من عدم وهذا لا يستطيعه أحد ،والمنسوب للمخلوق تغير وتحويل يحول الشيء من صفة إلى صفة ،أما أن يغير الذوات بمعنى يجعل الذهب فضة ،أو يجعل الفضة حديداً ،أو ما أشبه ذلك فهذا مستحيل لا يمكن إلا لله وحده لا شريك له .