فشاهدوا أمرا ما رأوا مثله، بل ولم يسمعوا أنه جرى لأحد من المرسلين قبله نظيره، فانبهروا لذلك، ولم يدخل الإيمان في قلوبهم، ولم يرد الله بهم خيرا، ففزعوا إلى بهتهم وطغيانهم، وقالوا:سحرنا محمد، ولكن علامة ذلك أنكم تسألون من قدمإليكم من السفر، فإنه وإن قدر على سحركم، لايقدر أن يسحر من ليس مشاهدا مثلكم، فسألوا كل من قدم، فأخبرهم بوقوع ذلك، فقالوا:{ سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} سحرنا محمد وسحر غيرنا، وهذا من البهت، الذي لا يروج إلا على أسفه الخلق وأضلهم عن الهدى والعقل، وهذا ليس إنكارا منهم لهذه الآية وحدها، بل كل آية تأتيهم، فإنهم مستعدون لمقابلتها بالباطلوالرد لها، ولهذا قال:{ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا} ولم يعد الضمير على انشقاق القمر فلم يقل:وإن يروها بل قال:{ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا} وليس قصدهم اتباع الحق والهدى، وإنما قصدهم اتباع الهوى،