ثم ذكرهم بنعمة أخرى، وكرر عليهم الأمر بتقوى الله فقال:وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.
وقوله:وَتَنْحِتُونَ معطوف على تُتْرَكُونَ فهو داخل في حيز الإنكار عليهم، لعدم شكرهم لله- تعالى- والنحت:البرى. يقال:نحت فلان الحجر نحتا إذا براه وأعده للبناء.
وفارِهِينَ أى:ماهرين حاذقين في نحتها. من فره- ككرم- فراهة. إذا برع في فعل الشيء، وعرف غوامضه ودقائقه.
قال القرطبي:وقرأ ابن كثير وأبو عمرو:فرهين بغير ألف في الفاء. وهي بمعنى واحد.. وفرق بينهما قوم فقالوا:فارِهِينَ أى حاذقين في تحتها ... وفرهين- بغير ألف-. أى:أشرين بطرين فرهين.. .
أى:وأنهاكم- أيضا- عن انهماككم في نحت الحجارة من الجبال بمهارة وبراعة، لكي تبنوا بها بيوتا وقصورا بقصد الأشر والبطر، لا يقصد الإصلاح والشكر لله- فمحل النهى إنما هو قصد الأشر والبطر في البناء وفي النحت.