والاستفهام في قوله:هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ للنفي.
وينظرون بمعنى:ينتظرون. والخطاب لكفار مكة الذين أعرضوا عن دعوة الحق.
أى:ما ينتظر هؤلاء المشركون إلا قيام الساعة، وهذا القيام سيأتيهم فجأة، وبدون شعور منهم بها، وحينئذ يندمون ولن ينفعهم الندم، ولو كانوا عقلاء لاتبعوا الحق الذي جاءهم به رسولنا صلّى الله عليه وسلّم، قبل فوات الأوان.
فالآية الكريمة دعوة لهؤلاء المشركين إلى الاستجابة للرسول صلّى الله عليه وسلّم إذا دعاهم لما يصلحهم، من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-:فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها. فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ.
وبذلك نرى الآيات الكريمة، قد وبخت المشركين على جدالهم بالباطل وردت عليهم بما يخرس ألسنتهم، وبينت الحق في شأن عيسى- عليه السلام- وتوعدت المختلفين في أمره- اختلافا يتنافى مع ما جاءهم به- بالعذاب الشديد.
وبعد هذا الحديث عن جانب من قصة موسى، وعن جانب من قصة عيسى- عليهما السلام-، وعن موقف أقوامهما منهما.. بعد كل ذلك رسمت السورة الكريمة صورة واضحة لحسن عاقبة المؤمنين، ولسوء عاقبة المكذبين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، فقال- تعالى-: