والفاء في قوله:فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ... للتفريع على قوله- تعالى- لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، أى:ما دام الأمر كما ذكرت لكم من وجود التذكر والاعتبار، ففروا إلى الله من معصيته إلى طاعته، ومن كفره إلى شكره، ومن السيئات إلى الحسنات.
قال الإمام الرازي ما ملخصه:وفي هذا التعبير لطائف لأنه ينيء عن سرعة الإهلاك، كأنه يقول:الإهلاك والعذاب أسرع وأقرب، من أن يحتمل الحال الإبطاء في الرجوع.
فافزعوا سريعا إلى الله- تعالى- وفروا إلى طاعته، فإنه لا مهرب منه.
وقوله:إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ تعليل للأمر بالفرار، أى:أسرعوا إلى طاعة الله- تعالى- إنى لكم من عقابه المعد لمن يصر على معصيته نذير بيّن الإنذار.