[1] ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ يتعامل مع خلقه بالرحمة، رَحم حتى فرعون قبل أن يهلكه، وأوصى نبيه أن يقول له قوًﻻ لينًا لعله يتذكر أو يخشى، سبحانك ما أرحمك!
وقفة
[1] ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ بدأت سورة الرحمن بهذه الصفة العظيمة لله تعالى، بعد أن انتهت سورة القمر بقوله تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ [القمر: 55]؛ إشارة إلى رحمة الرب سبحانه وتعالى، الذي كما أن من صفاته الملك والقدرة، فإن من صفته الرحمة بخلقه.
وقفة
[1] ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ جاء في التفسير أنه رحمان بالخلق في الدنيا، فرحمته تشمل المؤمن والكافر، أما الرحيم فهي خاصة بالمؤمنين، وقيل خاصة بالآخرة.
وقفة
[1] ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ اسم كما يوحي بالرحمة كذلك يوحي بالهيبة، وكثير من الآيات التي ذكر فيها اسم الرحمن يدل على الهيبة والقوة.
وقفة
[1] ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ هل استشعرت جمال هذا الاسم وكماله وسعته؟ وهل تجد أنسًا بذكره؟ وهل تأنس مع سورته سورة الرحمن التي توحي بمظاهره في الدنيا والآخرة؟
وقفة
[1] لما بدأ السورة باسم ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ بَيَّنَ بعدها آثار رحمته ونعمته على عباده؛ ليشكروه ويعبدوه ويعظموه.
وقفة
[1] ابتدأت السورة باسم الله ﴿الرحمن﴾، واختتمت بـ ﴿ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [78]، سبحانه له الحمد والشكر على نعمه ومننه.
وقفة
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ ۞ عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ انظر كيف جعل التعليم ناشئًا عن صفة الرحمة، فما أحوجنا للرحمة في التعليم!
عمل
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ﴾ الله رحيم يحب الرحيم، والله ﴿علم القرآن﴾ فيحب من عباده من (يعلم القران)، اجتمع أعلى الصفات لأعلى الأفعال.
[1، 2] رسالة لمعلم القرآن: عليك بالرحمة عند تعليم كتاب الله ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾.
وقفة
[1، 2] يا خيرنا، يا من نذر حياته متعلمًا ومعلمًا للقرآن: أﻻ يكفيك فخرًا وشرفًا أن ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾!
وقفة
[1، 2] من تدبر القرآن تبين له أن أعظم نعم الرب على العبد تعليمه القرآن والتوحيد، تأمل: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ﴾ فبدأ بها قبل نعمة الخلق، وفي سورة النحل التي هي سورة النعم: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ﴾ [النحل: 2]، فهذه الآية أول نعمة عددها الله على عباده؛ لذا قال ابن عيينة: «ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله».
عمل
[1، 2] إلى كلِّ معلمٍ ومربي: لن تكونَ ناجحًا ومؤثرًا حتى تكونَ رحيمًا، تأمَّل: ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ فقدَّم الرحمَةَ على التَّعليم.
وقفة
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ استفتح النعم بأعظم نعمة، فتيسير كلام الخالق للمخلوق أمر عظيم، كيف للمخلوق الحقير أن يتلو كلام ربه ليل نهار؟! لله الحمد.
وقفة
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ ذكر (الرحمن) ولم يذكر (الجبار) أو (القهار)؛ الرحمة قرينه العالم، والمتعلم، والمستمع، والمتبع.
وقفة
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ بذل الأوقات في تلاوة القرآن العظيم وتدبره وفهم معانيه واستخراج أسراره وكنوزه من أسباب رحمة الله تعالى.
وقفة
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ لفضل العِلم قدَّمه الله على الخلْق؛ أفلا تتفكّرون.
عمل
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ يا معلم القرآن: من رحمة الله بك أن اختارك لتعليم كلامه، فكن رحيمًا رحمك الله.
وقفة
[1، 2] ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ لماذا خص الله اسم (الرحمن) عن بقية الأسماء؟ الجواب: لعل من المعاني في ذلك أن تعليم القرآن الكريم من آثار رحمته تعالى، وأن الرحمة ضرورة للنجاح في التعليم للعالم والمتعلم والمستمع والمتبع.
عمل
[1، 2] احمد الله على أن عَلَّمَك القرآن ﴿الرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾.