[1] ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ﴾ تأمل أن الله قرن في هذه السورة النصر والفتح بذكر الله والإستغفار فهي مفتاح لكل مغلاق يفتح الله بها كل عسير، ألا ترى أن الأرض إذا أجدبت فتحت مزن السماء بالاستغفار، ألا ترى أن كيد الكافرين وسخريتهم بالمؤمنين تنجلي بالاستغفار ألم يقل الباري: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 97، 98]، فلا مخرج ولا ملاذ من الله إلا إليه
وقفة
[1] ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ﴾ رسالة للدعاة الذين يقبضون ثمن نجاحهم! فَسَّر عمر وابن عباس رضي الله عنهما سورة النصر بأجَلِ النبي ﷺ، ومن أسرار ذلك -والله أعلم-: أن الانتصار تعقبه غنائم جمة، فحتى لا يتعجل شيئًا من غنيمة الدنيا المتحققة تلقائيًّا -لادخارها له كاملة يوم القيامة- توفاه قبل أن يتنعم بشيء من مكاسب الانتصار الدنيوية.
وقفة
[1] ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ﴾ لفظ (جاء) يشعر بأن النصر يراقبنا؛ فإذا رضي عنا جاء وأقبل.
وقفة
[1] ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ﴾ قال عبد الله بن عمر: «نزلت هذه السوره بمنى في حجَّة الوداع، ثمَّ نزلت: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: 3]، فعاش بعدهما النَّبِيّ ﷺ ثمانين يومًا، ثمّ انتقل إلى الرفيق الأعلى».
لمسة
[1] ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ جواب (إذا) فسبِّحْ، أو محذوفٌ تقديره: حَضر أَجَلك، أي إذا جاء نصرُ اللهِ إيَّاك على من عاداك، حضر أجلك.
وقفة
[1] بين: ﴿اقْرَأْ﴾ [العلق: 1] و﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3] رحلة ٢٣ عامًا مليئة بالبذل والصبر والدعوة والإحسان، فكان النصر ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾.
[1] ما دلالة استخدام الفعل جاء فى قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾؟ القرآن الكريم يستعمل (أتى) لما هو أيسر من (جاء)، (المجيء) فيه صعوبة بالنسبة لـ (أتى)، ولذلك يكاد يكون هذا طابع عام في القرآن الكريم، ولذلك لم يأت فعل (جاء) بالمضارع ولا فعل الأمر ولا اسم الفاعل، قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ﴾ [عبس: 33] شديدة، ﴿فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى﴾ [النازعات: 34] شديدة، ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ هذا أمر عظيم، هذا نصر، لا يأتي بسهولة وإنما حروب ومعارك.
وقفة
[1، 2] ﴿إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً﴾ أعظم أنواع النصر: هداية الناس لدين الله.