[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ أقرب كافر نسبًا للرسول ﷺ يُعلن القرآن اسمه في العالم؛ دين العـدالة.
وقفة
[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ النسب لا يغني شيئًا عن صاحبه بغير عمل، قال البقاعي: «وعُرف بهذا أن الانتماء إلى الصالحين لا يغني إلا إن وقع الاقتداء بهم في أفعالهم؛ لأنه عم النبي ﷺ».
وقفة
[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ ليس في الآية تكرار، فالجملة الأولى دعاء عليه بالهلاك والخسران، والجملة الثانية: إخبار عن أن هذا الدعاء قد استجيب، وأن الخسران قد نزل به فعلًا، وخصَّ اليدين بالتباب؛ لأن العمل أكثر ما يكون بها، وقيل: المراد باليدين نفسه، وقد يُعبِّر عن النفس باليد.
وقفة
[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ فيه أن الأنساب لا عبرة بها، بل صاحب الشرف يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم، كما قال تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا﴾ [الأحزاب: 30].
وقفة
[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ دعاء عليه بالخسار، وإسناد التباب لليدين كإسناد العمل لهما ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾ [الحج: 10]، وقوله: ﴿وَتَبَّ﴾ جملة خبرية، أي: وقد حصل له التباب.
وقفة
[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ قال الفراء: «التبُّ الأول: دعاء، والثاني: خبر، كما يقال: أهلكه اللهُ وقد هلك».
وقفة
[1] ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ لا ينفع المرء إلا عمله, ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه, ولنا في أبي لهب عبرة.
وقفة
[1] هذه الآية دليل على إعجاز القرآن، فكان أبو لهب يستطيع أن يدعي الإسلام ليبطل هذه الآية لكنه لم يفعل، سُئل الحسن عن قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ هل كان في أم الكتاب؟ وهل كان أبو لهب يستطيع ألا يصلى النار؟ فقال: «والله ما كان يستطيع ألا يصلاها، وإنها لفي كتاب الله من قبل أن يخلق أبو لهب وأبواه».