[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ لم ير بنفسه ﷺ ، ولكن إخبار الله له كالرؤية بالعين المجردة تمامًا بتمام.
وقفة
[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ لم يكن الفيل معروفًا عند العرب، فلذلك قلَّ أن يُذكر في كلامهم، وأول فيل دخل بلاد العرب هو الفيل المذكور في هذه السورة.
وقفة
[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ هذه السورة رد على الملحدين، كيف؟ لأن الملحدين ذكروا في الزلازل والرياح والصواعق -وسائر الأشياء التي عذب الله تعالى بها الأمم- أعذارًا ضعيفة، أما هذه الواقعة، فلا تجرى فيها تلك الأعذار؛ لأنه ليس في شيء من الطبائع والحيل أن تقبل طير معها حجارة، فتقصد قومًا دون قوم فتقتلهم.
وقفة
[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ ما الحكمة من إهلاك أصحاب الفيل، وعدم إهلاك من يقصد الكعبة في آخر الزمان؟ لأن قصة أصحاب الفيل مقدمة لبعثة الرسول ﷺ التي يكون فيها تعظيم البيت، أما في آخر الزمان؛ فإن أهل البيت إذا أهانوه وأرادوا فيه بإلحاد بظلم، ولم يعرفوا قدره، حينئذ يسلط الله عليهم من يهدمه حتى لا يبقى على وجه الأرض.
[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ ذكر مقام الربوبية دون مقام الألوهية؛ لأن المقام مقام حماية ودفاع ونعمة وفضل، وهو ما يستدعي مقام الربوبية، كما أن رب الأسرة يحمي أسرته ويرعى مصالحهم، وأضاف ضمير المخاطب (الكاف) للنبي ﷺ فقال (رَبُك) دلالة على عظم مكانته عند ربه، وتسلية له، وتثبيتًا لقلبه.
وقفة
[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ الله حمى البيت؛ وحرمة المؤمن عند الله أعظم من البيت.
وقفة
[1] ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ لم يتكرر في القرآن ذكر إهلاك أصحاب الفيل كبقية القصص لوجهين: 1- أن هلاك أصحاب الفيل لم يكن لأجل تكذيب رسول من الله. 2- أن لا يتخذ من المشركين غرورًا بمكانة لهم عند الله كغرورهم بقولهم المحكي في قوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [ التوبة: 19 ].
وقفة
[1] قف متدبرًا لهذه الآية: ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ ففيها تبكيت لكفار مكة، وإيماء إلى عجز آلهتهم عن الدفاع عن الكعبة عندما جاء أبرهة لهدمها، فالذي حماها هو ربك وليست أربابهم، فأي آلهة تلك التي لا تدافع عن البيت العظيم، بل ولا عن نفسها ومن يعبدها! فالأجدر أن يقال لهم ولها كما قال إبراهيم: ﴿أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنبياء: 67].
وقفة
[1] يهلك الله الظالم في ذروة طغيانه؛ حتى لا يُركَن للظَلمة، ويعتبر أصحاب القلوب، قال ﷻ لنبيه: ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾.
وقفة
[1] إذا تدبرت سياق قصة أصحاب الفيل أدركت أن من أعظم الحِكَم في تولي الله الدفاع عن بيته حتى لا تكون للمشركين يد على بيته، ولا سابقة في حمايته، بحميتهم الجاهلية، حتى إذا ما دعاهم النبي ﷺ لم يكن لهم سبب للاعتزاز بحماية بيت الله، ولذا ستفهم التعجب الذي بدئت به السورة: ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾.