[1] ﴿الحمد لله﴾ ما أجملها من كلمة حين تسمعها بأصوات المرضى الخافتة، وعلى شفاه النفوس المتعبة! يقولون: «يا رب لك الحمد» في غمرات الألم.
لمسة
[1] افتتحت السورة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾؛ للتنبيه على أن السورة تتضمن من دلائل تفرده بالإِلهية، واتصافه بصفات العظمة ما يقتضي إنشاء الحمد له، والإِخبار باختصاصه به.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ وفي هذه الصلة تعريض بكفران المشركين؛ الذين حمدوا أشياء ليس لها في هذه العوالم أدنى تأثير، ولا لَها بما تحتوي عليه أدنى شعور، ونَسُوا حمد مالكها، وسائر ما في السماوات والأرض.
لمسة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ ما الفرق بين الحمدين؟! قال الآلوسي: «والفرق بين الحمدين مع كون نعم الدنيا ونعم الاخرة بطريق التفضل، أن الأول على نهج العبادة، والثاني على وجه التلذذ والاغتباط، وقد ورد في الخبر أن أهل الجنة يلهمون التسبیح کما يلهمون النفس».
وقفة
[1] من أكثر من حمد الله في الدنيا حري أن يكون ممن يحمده في الآخرة ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾.
وقفة
[1] ﴿الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَلَهُ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ﴾ الحمد لله كثيرًا منذ خلق الأرض والسموات والخلق أجمعين، وحتى قيام الساعة..
وقفة
[1] ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ لأن في الآخرة يظهر من حمده والثناء عليه ما لا يكون في الدنيا، فإذا قضى الله تعالى بين الخلائق كلهم، ورأى الناس والخلق كلهم ما حكم به، وكمال عدله وقسطه وحكمته فيه، حمدوه كلهم على ذلك، حتى أهل العقاب ما دخلوا النار إلا وقلوبهم ممتلئة من حمده، وأن هذا من جراء أعمالهم، وأنه عادل في حكمه بعقابهم.
وقفة
[1] ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ وأما ظهور حمده في دار النعيم؛ فلأن أهل الجنة يرون من توالي نعم الله وإدرار خيره وكثرة بركاته وسعة عطاياه، التي لم يبق في قلوب أهل الجنة أمنية ولا إرادة إلا وقد أعطي فوق ما تمنى وأراد، بل يعطون من الخير ما لم تتعلق به أمانيهم ولم يخطر بقلوبهم.
وقفة
[1] ﴿وَلَهُ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ﴾ وكيف يكون هذا الحمد فى الآخرة؟ هل يكون حمدًا على نعمه التى أسبغها على عباده ظاهرها وباطنها بدءًا من الدنيا وحتى الآخرة، أم حمدًا على حساب عادل وميزانٍ لا يظلم أحدًا، أم تراه حمدًا على جنة يدخلها المؤمنون يسعدون فيها، أم يكون حمدًا على رؤية الله جل شأنه وعَظُم جَاهُه، فاللهم لك الحمد حتى ترضى.
وقفة
[1] ﴿وَلَهُ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ﴾ أي لا حمد في الآخرة إلا له، فلا تتوجه النفوس إلى حمد غيره؛ لأن الناس يومئذٍ في عالم الحق.
وقفة
[1] ﴿وَهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ﴾ لم يخلق سبحانه جل شأنه أيًّا من خلقه إلا لحكمة، وهو الخبير بجميع خلقه.