[1] سورة الحجرات وليس لها اسم غيره، ووجه تسميتها أنها ذكر فيها لفظ الحجرات، ونزلت في قصة نداء بني تميم رسول الله صل الله عليه وسلم من وراء حجراته.
وقفة
[1] افتتحت سورة الحجرات بالنداء للمؤمنين، واختتمت بنداء الناس، فالمؤمن الذي تربَّى في مدرسة سورة الحجرات يتقي الله في تعامله مع كل الناس.
وقفة
[1] سورة الحجرات إحدى 3 سور افتتحت بنداء المؤمنين في القرآن، مع سورة المائدة والممتحنة، وكلها في أخلاقيات المؤمن.
وقفة
[1] ﴿يا أيها الذينَ آمنوا﴾ ذُكِر في السورة خمس مرات، والمخاطبون فيها المؤمنون، والمخاطَبُ به أمرٌ، أو نهيٌ، وذُكر فيها: ﴿يا أيُّها النَّاسُ﴾ مرَّة، والمخاطبون فيها يعمُّ المؤمنين والكافرين.
وقفة
[1] ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ تصدير السورة بنداء الإيمان يشعرك بدفئ الخطاب مع من أخطأ في حضرة المصطفى.
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ لما أثنى الله على أصحاب رسوله في خاتمة سورة الفتح؛ جعل سورة الحجرات في تكميل إيمانهم وتأديبهم، فبدأ بالأدب مع الله، ثم مع رسوله، ثم مع المؤمنين، سواء من حضر منهم، ومن غاب، ومن تلبس بفسق.
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ ابن القيم: «وإذا كان سبحانه قد نهاهم أن يرفعوا أصواتهم فوق صوته، فكيف برفع معقولاتهم فوق كلامه وما جاء به؟!».
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ اتبع الشرع في كل شئ.
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ من أحب أو أبغض قبل أن يأمره الله ورسوله؛ ففيه نوعٌ من التقدم بين يدي الله ورسوله.
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ يحتج بهذه الآية في تقديم النص على القياس.
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ يحتج بهذه الآية في اتباع الشرع في كل شيء.
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ قال السعدي: «وفي هذا النهي الشديد عن تقديم قول غير الرسول ﷺ على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله ﷺ وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنًا ما كان».
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ قال الرازي: «واعلم أن بقدر تقديمك للنبي ﷺ على نفسك في الدنيا، يكون تقديم النبي ﷺ إياك في العقبى».
وقفة
[1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾ والبدع من التقدم بين يدي الله ورسوله بجميع أنواعها العقدية القولية والفعلية، بل هي أشد التقدم، فإن حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات، مما يدعي أنه شرع، كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل، وأنه كملها بما أتى به من البدعة، ويدخل في ذلك دخولًا أوليًّا تشريع ما لم يأذن به الله وتحريم ما لم يحرمه، وتحليل ما لم يحلله؛ لأنه لا حرام إلا ما حرمه الله، ولا حلال إلا ما أحله الله، ولا دين إلا ما شرعه الله.
وقفة
[1] ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ نداء الإيمان فيه إشارة أن الالتزام بما خوطب به المكلف هو من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته نقص في الإيمان بحسب المخالفة.
وقفة
[1] ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ ﺃﺻﻞﻛﻞ ﻓﺘﻨﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ.
وقفة
[1] المؤمن لا يُقدم على حكم حتى يعلم حكم الله ورسوله ﷺ فيه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ﴾.
وقفة
[1] ﴿لَا تُقَدِّمُوا﴾ والتقدم حقيقته: المشي قبل الغير، قال تعالى عن فرعون: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ [هود: 98].
وقفة
[1] ﴿لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ قال ابن كثير: «هذه آداب، أدَّب الله بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول ﷺ من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام».
وقفة
[1] ﴿واتقوا الله﴾ هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن التقدم بين يدي الله ورسوله مخالف للتقوى، لكن نص عليه وقدمه لأهميته، ومعنى (واتقوا الله) أي اتخذوا وقاية من عذاب الله عز وجل، وهذا لا يتحقق إلا إذا قام الإنسان بفعل الأوامر وترك النواهي تقربًا إلى الله.
وقفة
[1] ﴿إن الله سميع عليم﴾ لا يخفى عليه شيء، وإن تحيل الناس لإبطال الحقوق بوجوه الحيل، وجاروا بأنواع الجور فالله سميع، عيلم بفعلهم.
وقفة
[1] ﴿إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ﴾ خاتمة الآية الكريمة باسمى الله عز وجل: السميع والعليم، فلهما دلالة قوية، فهو سبحانه سميع بكل ما تتلفظون به فى سركم وجهركم، وعليم أيضًا جل شأنه بنواياكم.