[1] سورة الفتح هي سورة الفتوحات الربانية والكرم الرباني، نزلت لتعدد الفتوحات التي سيفتح الله بها على المسلمين، ففرح بها النبي ﷺ فرحًا كبيرًا، وقال: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾» [البخاري 4177].
[1] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ قال الزهري: «لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام في قلوبهم، أسلم في ثلاث سنين خلق كثير، وكثر بهم سواد الإسلام».
وقفة
[1] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ الصلح هنا لون من ألوان الفتح، قال ابن كثير: «هو صلح الحديبية، فإنه حصل بسببه خير جزيل، وأمِن الناس، واجتمع بعضهم ببعض، وتكلم المؤمن مع الكافر، وانتشر العلم النافع والإيمان».
وقفة
[1] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ (فتح مكة مكافأة) إنها جزاء الطمأنينة التامة لإلهام الله وتوجيهه، والاستسلام الراضي لإيحائه وإشارته، والتجرد المطلق من كل إرادة ذاتية، والثقة العميقة بالرعاية الحانية.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ الفتح هنا باعتبار ما سيكون، قال الطاهر بن عاشور: «والجمهور على أن المراد في سورة الفتح هو صلح الحديبية، وجعلوا إطلاق اسم الفتح عليه مجازًا مرسلًا باعتبار أنه آل إلى فتح خيبر وفتح مكة، أو كان سببًا فيهما».
وقفة
[1] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ سمى الله الصلح فتحًا، لتضاء القلوب بلون الفتح الجديد الذي لا تجتاح فيه المدن، ولا تسحق فيه الأرواح، الصلح خير.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ صلح الحديبية بداية فتح عظيم على الإسلام والمسلمين.
وقفة
[1] امتنان الله تعالى على المسلمين بصلح الحديبية ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾.
وقفة
[1] حزن الفاروق من صلح الحديبية، وقال: «لِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا» [البخاري 2732]، وحقيقته كان فتحًا: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾، كم نحزن لظواهر الأمور وفي باطنها فتوحات!
عمل
[1] ﴿ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا﴾ [الأاحزاب: 12] نزلت في لحظة كان التحدث فيها بالنصر من ضروب الجنون النادر، فما هي إلا سنتان حتى نزلت: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾؛ فلا تيأس، فإن فرج الله قريب.
وقفة
[1] ﴿إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُبينًا﴾ (مبينًا) أى أنه سيكون فتحًا لن يختلف اثنان عليه.
وقفة
[1] في السنة السادسة حين رجع ﷺ منكسرًا ممنوعًا من دخول مكة أنزل الله له بشرى فقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينا﴾، فدخل مكة في السنة الثامنة فاتحًا من غير حرب ولا خوف ولا هلع، عاد فاتحًا وليس معتمرًا، عطاء الله إذا أتى فاق الأمنيات.
وقفة
[1، 2] (فتح، مغفرة، نعمة، هداية، نصر، سكينة، إيمان، جنات، تكفير ذنوب، فوز عظيم) سورة تبدأ بكل هذا! سورة الفتح هلم نتدبرها.
وقفة
[1، 2] قد يفتح الله على عبده في أمر ليكون بابًا له إلى خيرات كثيرة.