[1] ﴿اقْرَأْ﴾ أول كلمة نزلت، تأمل في دلالتها، وحروفها: قراءة، ورقي، ورقية، فالقراءة: بوابة العلم. وهو رقي ورفعة: ﴿يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]، ويوم القيامة يقال: «اقْرَأْ وَارْقَ» [الترمذي 2914، وحسنه الألباني]، وهو أيضًا: رقية وشفاء، فما أعجب هذا القرآن؟ أربعة أحرف حوت سعادة الدارين.
وقفة
[1] ﴿اقْرَأْ﴾ أول كلمة صافحت أذن النبي الأمي؛ لتوحي بأهمية العلم، وأنه أولى خطوات اتصال المخلوق بخالقه.
وقفة
[1] ﴿اقْرَأْ﴾ أشرف الأفعال، ولا شرف للإنسان يحمله كشرف العلم! وبه امتاز آدم عليه السلام على غيره من الخلق.
وقفة
[1] إذا جهل القلب عظمة الرب؛ تَجرَّأ فخاض ثم انغمس؛ فافتح لقلبك أبواب المعرفة بربك من خلال: إدامة النظر في كونه، وإطالة التدبر في آي كتابه، بهذا افتتح العليم كتابه في سورة العلم ﴿اقْرَأْ﴾.
وقفة
[1] العلم النافع إنما هو العلم المقرِّب إلى الله، الباعث على مراقبة الله، أما ترى سورة العلم (سورة العلق) بدأت بالوسيلة: ﴿اقْرَأْ﴾، وختمت بالغاية: ﴿وَاقْتَرِب﴾ [19]، وبينهما جاء الدواء لكل أنواع الجهل: ﴿أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ ﴾ [14].
وقفة
[1] أول ما نزل من القرآن ﴿اقرأ﴾، واليوم أُمَّة محمد ﷺ لديها عُقدة ونفور من القراءة، لن يصلح حال الأمة إلَّا إذا عادت لما قام عليه أول أجيالها.
وقفة
[1] سورة العلق أولها: ﴿اقرأ﴾، وآخرها: ﴿واسجد واقترب﴾ [19]؛ العلم النافع ثمرته العمل.
وقفة
[1] أول كلمة نزلت على رسول الله ﴿اقرأ﴾؛ لتبين أن من أعظم النعم القراءة، فكانت معجزة له ومنحة لك، فكم تقرأ في يومك مما ينفعك؟!
وقفة
[1] بين ﴿اقْرَأْ﴾ و﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3] رحلة ٢٣عامًا مليئة بالبذل والصبر والدعوة والإحسان، فكان النصر: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].
[1] ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ خص خلق الإنسان لأوجه منها: لأنه أوضح الأدلة، إذ هو دليل ملازم للإنسان ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾، ولأن تنزيل القرآن إليه دون سائر المخلوقات من الحيوانات والجمادات.
اسقاط
[1] ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ باعتبارك فردًا من أمة (اقرأ)، كم كتابًا تقرأ كل عام؟
[1] ﴿اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ﴾ تركت كلمة خلق فى نهاية الآية بدون توضيح لما خلق؛ لأنه وببساطة خالق كل شئ.
وقفة
[1] ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ بحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، فإن كل ۸۰ عربيًّا يقرؤون كتابًا واحدًا، بينما المواطن الأوربي يقرأ 35 كتابًا كل عام، والمواطن اليهودي في فلسطين المحتلة يقرأ 40 كتابًا.
وقفة
[1] ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ لتعلم أن من أول واجبات الداعي والمعلم والمربي: القراءة.
وقفة
[1] ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ الصلة بين الدين والعلم وثيقة جدًا, كيف لا وأول آية أنزلت علي سيد الأنام تدعو إلي القراءة والعلم؟!
وقفة
[1] ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ افتتحت السورة بالأمر بالقراءة باسم الله, وستختم بالأمر بالسجود؛ لأن القراءة مفتاح الوصول إلي حقيقة الخالق عبادته.
عمل
[1] اقرأ في التاريخ، الأدب، الطبيعة، شتى العلوم ولكن: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، اقرأ وفق المنهـج القرآني.
عمل
[1] اقرأ، ليس كل شيء تقرؤه، ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، اقرأ كل ما يدلّك إلى الله.
وقفة
[1] في قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ إشارة إلى أن مركز القوة والحضارة والتقدم انتقل -من خلال الرؤية الإسلامية- من القوة المالية والبدنية إلى العلم والمعرفة.
وقفة
[1] من أسرار التنصيص على صفة الخلق في قوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ أن ينبه الإنسان إلى أنه بهذا العلم (وهو القرآن) تكتمل في سرك وباطنك، كما كمل الله صورتك، فالذي كمَّل صورتك بخلقه، هو الذي أنزل القرآن لتكتمل به سيرتك، فما أسعد من جمع الله له بين: كمال الصورة، وجمال السيرة!
وقفة
[1] من لطائف اسم الربوبية (رب): أنه يظهر في بداية الوحي؛ لمحمد ﷺ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، ولموسى عليه السلام: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾ [طه: 12].
وقفة
[1] أهمية القراءة في حياة المسلم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾.
وقفة
[1] إن الله لا يعبد عن جهل، والكتاب الذي بدأ بـ (اقرأ) لا متسع فيه للجهلاء وأصحاب الأهواء ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾.
وقفة
[1، 2] ﴿اقْرَأْ﴾ لتوسع مداركك، ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ اقرأ ما يرضي ربك، ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ لا تتكبر بعد قراءتك، ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾ [19] لتكن القاءة تزيدك قربًا من مولاك.
وقفة
[1، 2] من تدبر القرآن تبين له أن الرب العظيم يذكر عباده كثيرًا بنعمة الخلق والإيجاد، وأن تذكر هذه النعمة يثمر ثمرات جليلة، منها: استحقاق الخالق عز وجل للعبادة بجميع أنواعها، والإيمان بالبعث والنشأة الآخرة، وإثبات حكمة الله وعلمه في شرعه وقدره، ولزوم التواضع وترك الكبر؛ ولعل هذا من أسرار بدء الوحي بقوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾.