[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ سميت ليلة القدر لعظم قدرها وفضلها، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من المقادير.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ كيف لا تكون عظيمة القدر؟ وقد أنزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ شهر رمضان خيرته من الشهور، وليلة القدر خيرته من الليالي، ومكة خيرته من الأرض، ومحمد ﷺ خيرته من خلقه.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ كون إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار مشعرًا بفضل اختصاص الليل، وقد أشار القرآن والسنة إلى نظائره؛ فمن القرآن: قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ [الإسراء: 1]، وقوله: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ [الإسراء: 79]، وقوله: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ [ق: 40]، وقوله: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: 6]، وقوله: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17]، ومن السنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» [البخاري 1145]، وهذا يدل على أن الليل أخص بالنفحات الإلهية، وبتجليات الرب سبحانه لعباده؛ وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل وسكون الليل، ورهبته أقوى على استحضار القلب وصفائه.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ كم طارت نفوس الصالحين شوقًا لقيام هذه الليلة التي عظَّم الله قدرها! أليست هي التي نزل فيهال أشرف كلام؟ وجعلها الله خيرًا من ألف شهر؟ وفيها تتنزل ملائكة الله؟ تالله إنَّ المتاجر فيها مع الله لهو الرابح، أليس من يحرم فضلها محروم؟
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ عظم القرآن من ثلاثة أوجه: 1- أن أسند إنزاله إليه وجعله مختصًّا به دون غيره. 2- أنه جاء بضميره دون اسمه الظاهر، شهادة له بالنباهة، والاستغناء عن التنبيه عليه. 3- الرفع من مقدار الوقت الذي أنزل فيه.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم؟ قيل: من القدر: التضييق، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: 16]، قال الخليل بن أحمد: «لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة».
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ قال ابن عباس: «يُكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحج، يقال: يحج فلان ويحج فلان».
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ليلة القدر قد يجعلها الله سببًا في تغيير قدرك، فكيف لا تبذل فيها غاية جهدك؟!
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ليلة نزل فيها القرآن جعلها خيرًا من ثلاثين ألف ليلة، فكيف بقلبك الذي آمن بالقرآن ولسانك الذي يتلوه؟!
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ما كان الله لينسب إنزال القرآن إليه إلا لبيان عظمة ما اشتمل عليه من الحق والهدي, وما بلغه من تمام الشرف والرفعة, وقد أفلح من استمسك به.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ كيف والقرآن ينزل في مواقف؟ الجواب: في ذلك أقوال أشهرها: ١- أنه نزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر، ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض منجمًا بحسب الوقائع والحوادث وبذلك يزول الإشكال. ٢- أن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر.
وقفة
[1] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ إنها الليلة المباركة، وأفضل ليالي الدهر، وخير ساعات العمر.