[1] في رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى، التي سماها الله (يوم الفرقان)، وجاءت سورة الأنفال تتحدث عن تفاصيل هذه الغزوة، وما فيها من الدروس والعبر، فحَرِيٌّ بالمؤمن أن يتدبرها، ويتأملها، ويعتبر بما فيها من آيات عظيمة، ومما ينصح به قراءة: تفسير السعدي لهذه السورة، مع تعليق ابن القيم عليها في زاد المعاد.
[1] وردت في القرآن: (يسألونك) و(ويسألونك)، فما دلالة إضافة الواو وحذفها؟ الجواب: الواو تكون عاطفة، لكن لما يبدأ موضوعًا جديدًا لا يبدأ بالواو، وإنما يبدأ بـ (يسألونك)؛ لأنه لا يريد أن يستكمل كلامًا سابقًا مثل قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ﴾ أى غير معطوفة على ما قبلها.
وقفة
[1] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ﴾ أَمْر قسمة الغنائم متروك للرّسول ﷺ، والأحكام مرجعها إلى الله تعالى ورسوله لا إلى غيرهما.
وقفة
[1] كل ما جاء في القرآن الكريم من لفظ (يسألونك) جاء الجواب (قل) نحو: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ﴾، إلا ما جاء في سورة طه، جاء الجواب: (فقل)، ذلك أن الأسئلة التي سئل عنها الرسول عليه السلام وقعت، إلا سؤال طه لم يقع فجاء الجواب (فقل).
وقفة
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ خير الأجيال يحتاجون للدعوة إلى التقوى وإصلاح ذات البين، فكيف لا نحتاجها نحن؟!
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ في بدايات سورة الأنفال ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [63] في نهايات سورة الأنفال دلالة على عظم شأن التأليف بين المسلمين وإصلاح ذات بينهم.
تفاعل
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ عبادة غالية عند الله، قليلة الوجود بين الناس، هي صفاء القلب وإصلاح ذات البين، قل: «اللهم أصلحنا وأصلح بنا يا رب العالمين».
وقفة
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ المتراشقون بالاتهامات على صفحات وسائل التواصل، والسّاعون لشقّ صفوف الأمة الواحدة، أما آن لهم الامتثال لهذا الأمر الإلهي العظيم؟!
وقفة
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ هل يبقى بعد هذا النداء الرباني أحد بينه وبين أخيه خصومة أو شحناء تمنع الألفة؟!
عمل
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ كلما قرأتَ أو سمعتَ هذه الآية فاحرص ألا يكون بينك وبين أحد خلاف, وحاول إن كان هناك خلاف أن تمحوه؛ تطبيقًا لهذه الآية.
وقفة
[1] تأمل كيف قدم ربنا إصلاح ذات البين على طاعته وطاعة رسوله في قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ﴾! فكم هو مؤسف أن يمر العيد على أناس يقرؤون هذه الآية، وهم مصرون على القطيعة؟ أليس العيد فرصة لتحقيق هذا النداء الرباني؟ ونيل هذه الفضيلة التي صح الحديث بأنه خير من درجة الصائم المصلي المتصدق؟
وقفة
[1] ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ وصية جامعة ومنهج عملي للمجتمع، وطريق لتحقيق الإيمان، وكان بعض الصالحين إذا حضرته الوفاة أوصى أبناءه بها.
وقفة
[1] يولي القرآن الكريم إصلاح ذات البين عناية قصوى؛ فقد ورد الأمر به مسبوقًا بأمر عام بتقوى الله، وأعقبه بأمر عام بطاعة الله ورسوله، مع جعله من شروط الإيمان: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
وقفة
[1] لما حضرت الإمام نافعًا المدني -وهو أحد القراء السبعة- الوفاة، قال له أبناؤه: أوصنا! قال: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، فما أجمل أن تتضمن وصايانا لأهلنا وأولادنا وصايا قرآنية! فهي أعلى وأغلى أنواع الوصايا، وأعظمها أثرًا.
عمل
[1] ﴿وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ اسْعَ في صلحٍ بين شخصينِ من المسلمين اختلفَا.
وقفة
[1] ﴿وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ إصلاح ذات البين والألفة وترك التنازع من سمات أهل الإيمان، وهو الطريق لقوة المجتمع وتماسكه ونصره.
وقفة
[1] لا بد من تضافر جميع الجهود للإصلاح فيما بيننا؛ وكل منا يتحمل من هذا الأمر ما أمكنه ﴿وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾، فالأصل الإصلاح وليس إشعال فتيل النزاع.
وقفة
[1] ﴿وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ علامة الإيمان اقتداء لا ادعاء، وجوهر لا مظهر، ومن نقصت طاعته الله ورسوله، فهو علامة نقص إيمانه.
وقفة
[1] ألم يلفت نظرك التركيز على الإيمان في هذه السورة؟! تأمل: ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، ﴿إنما المؤمنون﴾ [2]، ﴿زادتهم إيمانا﴾ [2]، ﴿أولئك هم المؤمنون﴾ [4]، ﴿وإن فريقًا من المؤمنين﴾ [5]، ﴿فثبتوا الذين آمنوا﴾ [12]، ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ [15، 20، 24، 27، 29، 45]، ﴿وليبلي المؤمنين﴾ [17]، ﴿وأن الله مع المؤمنين﴾ [19].
عمل
[1] اقرأ من كتب التفسير أو السيرة عن سبب نزول هذه الآية.