[1] ﴿يا أيّها المُدّثر﴾ في نداء المرء ومخاطبته بحسب الحالة المتلبِّس بها تلطف وتحبب، فما أحسن أن نتلطف مع أهلينا، ونتحببُ إلى إخواننا بما يسرهم من خطاب!
وقفة
[1] ﴿يا أيّها المُدّثر﴾ أوَّلُ شخص تلجأ إليه في المواقف الصعبة لتستظلَّ به من قسوة الأيام، هو غالبًا أقرب الناس إليك، لجوؤك إليه دليلُ عُمْقِ العلاقة بينكما.
وقفة
[1] قال القرطبي: «ملاطفة في الخطاب من الكريم إلى الحبيب إذ ناداه بحاله، وعبر عنه بصفته، ولم يقل يا محمد ويا فلان؛ ليستشعر اللين والملاطفة من ربه».
[1،2] ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾ مع أنه تدثر بثيابه رعبًا إلا أن الله لم يمهله، الدعوة لا تحتمل التأخير.
عمل
[1،2] ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾ إذا علمت أيها المسلم أن هذه الآية من أول ما نزل من القرآن، أدركت أهمية الدعوة إلى الله، فهلَّا شمَّرت عن ساعد الدأَب في الدعوة بحالك ومقالك؟
وقفة
[1،2] من أول ما نزل بعد ﴿ﲅ﴾ قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾، فانظر كيف قدم ذلك على تشريع أشياء كثيرة من العبادات وغيرها، فقف عندها، ثم قف، ثم قف، ترى العجب العجاب، ويتبين لك ما أضاع الناس من أصل الأصول، وهو التوحيد والدعوة إليه.
وقفة
[1،2] الدعوة إلى الله تنافي الكسل ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾.
وقفة
[1، 2] ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [المزمل: 1 ،2]، ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾، الآية الأولى تصنع توازن نفسي وتزكوي في القلب حال تسلل فيروسات شيطانية أثناء الدعوة، قد يدخلك الكبر أو العجب أو الحسد أثناء الدعوة، بقيام الليل يكون هناك جدار مسلَّح حول القلب، تصد هذه الانقلابات الشيطانية والتقلبات النفسية.
[1، 2] ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [المزمل: 1 ،2]، ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾ الدعوة ستبقى في قائمة الاحتضار ما لم تُحضِّرك الملائكة في سجلِّ قوَّام الليل.
وقفة
[1، 2] ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [المزمل: 1 ،2]، ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾ ويسئلونك عن الفتور؟! الحل في الآية الأولى، ويسئلونك عن موت الدعوة ؟! الحل في الآية الثانية.