/م1
التّفسير
التوبيخ الشديد لبعض زوجات الرّسول:
ممّا لا شكّ فيه أنّ رجلا عظيماً كالرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يمكن أن يهمّه أمره وحده دون غيره ،بل أمره يهمّ المجتمع الإسلامي والبشرية جمعاء ،ولهذا يكون التعامل مع أيّة دسيسة حتّى لو كانت بسيطة تعاملا حازماً وقاطعاً لا يسمح بتكرّرها ،لكي لا تتعرّض حيثية الرّسول واعتباره إلى أي نوع من التصدّع والخدش والآيات محلّ البحث تعتبر تحذيراً من ارتكاب مثل هذه الأعمال حفاظاً على اعتبار الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
البداية كانت خطاباً إلى الرّسول: ( يا أيّها النبي لِمَ تحرّم ما أحلّ الله لك تبتغي مرضات أزواجك ) .
ومن الواضح أنّ هذا التحريم ليس تحريماً شرعيّاً ،بل هوكما يستفاد من الآيات اللاحقةقسم من قبل الرّسول الكريم ،ومن المعروف أنّ القسم على ترك بعض المباحات ليس ذنباً .
وبناءً على هذا فإنّ جملة ( لِمَ تحرّم ) لم تأت كتوبيخ وعتاب ،وإنّما هي نوع من الإشفاق والعطف .
تماماً كما نقول لمن يجهد نفسه كثيراً لتحصيل فائدة معيّنة من أجل العيش ثمّ لا يحصل عليها ،نقول له: لماذا تتعب نفسك وتجهدها إلى هذا الحدّ دون أن تحصل على نتيجة توازي ذلك التعب ؟
ثمّ يضيف في آخر الآية: ( والله غفور رحيم ..) .
وهذا العفو والرحمة إنّما هو لمن تاب من زوجات الرّسول اللاتي رتّبن ذلك العمل وأعددنه .أو أنّها إشارة إلى أنّ الرّسول ما كان ينبغي له أن يقسم مثل هذا القسم الذي سيؤدّياحتمالاإلى جرأة وتجاسر بعض زوجاته عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
/خ4