تحرّم: تمتنع عن .
تبتغي: تطلب .
الحديث في هذه الآيات الكريمة عما كان يجري في بيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فالرسول الكريم بشَرٌ يجري في بيته ما يكونُ في بيوت الناس ،من شِجارٍ بين أزواجه وغيرةٍ وما شابه ذلك .
وقد وردتْ رواياتٌ متعدّدة في سبب نزول الآيات ،من أصحُّها أنه شربَ عسلاً عند زينبَ بنتِ جحش ،فغارت عائشةُ وحفصةُ من ذلك .واتّفقتا أنّ أيّ واحدةٍ منهما دخلَ عليها النبي الكريم تقول له: إنّي أجِدُ منك ريحَ مغافير .( والمغافيرُ صَمغٌ حلو له رائحةٌ كريهة ) .
وأولَ ما دخل على حفصةَ قالت له ذلك ،فقال لها: بل شربتُ عسلاً عند زينبَ بنتِ جحش ،ولن أعودَ له .وأُقسِم على ذلك ،فلا تُخبري بذلك أحدا .
فأخبرت حفصةُ بذلك عائشةَ وكانتا ،كما تقدّم ،متصافيتَين متفقتين ....فعاتبَ الله تعالى نبيَّه على تحريمِه ما أحلَّه الله له كي يُرضيَ بعضَ زوجاته .
وبعدَ عتابِه الرقيق وندائه: يا أيّها النبيّ ....قال تعالى{والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .