الأنفال: جمع نَفَل بالتحريك وهي الغنيمة .
ذات بينكم: فيما بينكم .
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً إلى المدينة بسبب مكر المشركين وتدبيرِهم أمر قتله ،وليكون للمسلمين دولة .وقد استقر بالمدينة ومن حوله المؤمنون من المهاجرين والأنصار ،وكان لا بد من الجهاد لدفع الاعتداء ،لكيلا يُفتَن أهلُ الإيمان .فكانت غزوة بدر ،وكان فيها النصر المبين والغنائم .وكان وراء الغنائم بعض الاختلاف في قسمتها وسؤال المؤمنين عنها ،فأنزل الله تعالى هذه الآيات يعالجفيها نفوس بعض المسلمين لتطهيرها من الاختلاف الذي نشأ عن حب المال والتطلع إلى المادة ،وهو من أكبر أسباب الفشل .
فكان من مقتضيات الحكمة الإلهية أن يتلقى المؤمنون في مبدأ حياتهم هذا الدرس القوي الذي يقتلع بذور الشح والطمع وحب المادة من قلوبهم .
يسألونك أيها الرسول ،عن الغنائم لمن هي ؟وكيف تقسم ،أللشُبّان أم للشيوخ ؟أم للمهاجرين هي ،أم للأنصار ؟أم لهم جميعا ؟.
قل لهم أيها الرسول:
إنها لله والرسول ،والرسول بأمر ربه يتولى تقسيمها ،فاتركوا الاختلاف بشأنها ،واتقوا الله واجعلوا خوف الله وطاعته شِعاركم ،وأصلحوا ما بينكم فاجعلوا الصلات بينكم محبة وعدلا .هذه صفةُ أهل الإيمان .