وهي مدنية ، آياتها سبعون وست آيات ، كلماتها ألف كلمة ، وستمائة كلمة ، وإحدى وثلاثون كلمة ، حروفها خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفا ، والله أعلم .
قال البخاري:قال ابن عباس الأنفال:الغنائم:حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال:قلت لابن عباس:سورة الأنفال ؟ قال:نزلت في بدر .
أما ما علقه عن ابن عباس ، فكذلك رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس أنه قال:"الأنفال ":الغنائم ، كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصة ، ليس لأحد منها شيء . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، والضحاك ، وقتادة ، وعطاء الخراساني ، ومقاتل بن حيان ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغير واحد:إنها الغنائم .
وقال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس أنه قال:الأنفال:الغنائم ، قال فيها لبيد:
إن تقوى ربنا خير نفل وبإذن الله ريثي والعجل
وقال ابن جرير:حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن القاسم بن محمد قال:سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن الأنفال ، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -:الفرس من النفل ، والسلب من النفل . ثم عاد لمسألته ، فقال ابن عباس ذلك أيضا . ثم قال الرجل:الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي ؟ قال القاسم:فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه ، فقال ابن عباس:أتدرون ما مثل هذا ، مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب .
وقال عبد الرزاق:أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد قال:قال ابن عباس:كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا سئل عن شيء قال:لا آمرك ولا أنهاك . ثم قال ابن عباس:والله ما بعث الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - إلا زاجرا آمرا محلا محرما . قال القاسم:فسلط على ابن عباس رجل يسأله عن الأنفال ، فقال ابن عباس:كان الرجل ينفل فرس الرجل وسلاحه . فأعاد عليه الرجل ، فقال له مثل ذلك ، ثم أعاد عليه حتى أغضبه ، فقال ابن عباس:أتدرون ما مثل هذا ؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب ، حتى سالت الدماء على عقبيه - أو على:رجليه فقال الرجل:أما أنت فقد انتقم الله لعمر منك .
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس:أنه فسر النفل بما ينفله الإمام لبعض الأشخاص من سلب أو نحوه ، بعد قسم أصل المغنم ، وهو المتبادر إلى فهم كثير من الفقهاء من لفظ النفل ، والله أعلم .
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد:إنهم سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخمس بعد الأربعة الأخماس ، فنزلت:( يسألونك عن الأنفال )
وقال ابن مسعود ومسروق:لا نفل يوم الزحف ، إنما النفل قبل التقاء الصفوف . رواه ابن أبي حاتم عنهما .
وقال ابن المبارك وغير واحد ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح:( يسألونك عن الأنفال ) قال:يسألونك فيما شذ من المشركين إلى المسلمين في غير قتال ، من دابة أو عبد أو أمة أو متاع ، فهو نفل للنبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع به ما يشاء . .
وهذا يقتضي أنه فسر الأنفال بالفيء ، وهو ما أخذ من الكفار من غير قتال .
وقال ابن جرير:وقال آخرون:هي أنفال السرايا ، حدثني الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا علي بن صالح بن حي قال:بلغني في قوله تعالى:( يسألونك عن الأنفال ) قال:السرايا .
ويعني هذا:ما ينفله الإمام لبعض السرايا زيادة على قسمهم مع بقية الجيش ، وقد صرح بذلك الشعبي ، واختار ابن جرير أنها الزيادات على القسم ، ويشهد لذلك ما ورد في سبب نزول الآية ، وهو ما رواه الإمام أحمد حيث قال:حدثنا أبو معاوية ، حدثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن محمد بن عبد الله الثقفي ، عن سعد بن أبي وقاص قال:لما كان يوم بدر ، وقتل أخي عمير ، وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه ، وكان يسمى "ذا الكتيفة "، فأتيت به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:اذهب فاطرحه في القبض . قال:فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي . قال:فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:اذهب فخذ سيفك .
وقال الإمام أحمد أيضا:حدثنا أسود بن عامر ، أخبرنا أبو بكر ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد بن مالك قال:قال:يا رسول الله ، قد شفاني الله اليوم من المشركين ، فهب لي هذا السيف . فقال:إن هذا السيف لا لك ولا لي ، ضعه قال:فوضعته ، ثم رجعت ، قلت:عسى أن يعطى هذا السيف اليوم من لا يبلي بلائي ! قال:رجل يدعوني من ورائي ، قال:قلت:قد أنزل الله في شيئا ؟ قال:كنت سألتني السيف ، وليس هو لي وإنه قد وهب لي ، فهو لك قال:وأنزل الله هذه الآية:( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول )
ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من طرق ، عن أبي [ بكر] بن عياش ، به ، وقال الترمذي:حسن صحيح .
وهكذا رواه أبو داود الطيالسي:أخبرنا شعبة ، أخبرنا سماك بن حرب ، قال:سمعت مصعب بن سعد ، يحدث عن سعد قال:نزلت في أربع آيات:أصبت سيفا يوم بدر ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت:نفلنيه . فقال:ضعه من حيث أخذته مرتين ، ثم عاودته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:ضعه من حيث أخذته ، فنزلت هذه الآية:( يسألونك عن الأنفال .
وتمام الحديث في نزول:( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) [ العنكبوت:8] وقوله تعالى:( إنما الخمر والميسر ) [ المائدة:90] وآية الوصية . وقد رواه مسلم في صحيحه ، من حديث شعبة ، به .
وقال محمد بن إسحاق:حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن بعض بني ساعدة قال:سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة يقول:أصبت سيف ابن عائذ يوم بدر ، وكان السيف يدعى بالمرزبان ، فلما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يردوا ما في أيديهم من النفل ، أقبلت به فألقيته في النفل ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع شيئا يسأله ، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، فسأله رسول الله [ صلى الله عليه وسلم] فأعطاه إياه .
ورواه ابن جرير من وجه آخر .
[ سبب آخر في نزول الآية]:
وقال الإمام أحمد:حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الرحمن ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن أبي أمامة قال:سألت عبادة عن الأنفال ، فقال:فينا - أصحاب بدر - نزلت ، حين اختلفنا في النفل ، وساءت فيه أخلاقنا ، فانتزعه الله من أيدينا ، وجعله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المسلمين عن بواء - يقول:عن سواء .
وقال الإمام أحمد أيضا:حدثنا معاوية بن عمرو ، أخبرنا أبو إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، عن سليمان بن موسى ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة ، عن عبادة بن الصامت قال:خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدت معه بدرا ، فالتقى الناس ، فهزم الله [ تعالى] العدو ، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون ، وأكبت طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه . وأحدقت طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصيب العدو منه غرة ، حتى إذا كان الليل ، وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم:نحن حويناها ، فليس لأحد فيها نصيب . وقال الذين خرجوا في طلب العدو:لستم بأحق به منا ، نحن منعنا عنها العدو وهزمناهم . وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -:لستم بأحق منا ، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخفنا أن يصيب العدو منه غرة ، فاشتغلنا به ، فنزلت:( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المسلمين ، وكان رسول الله إذا غار في أرض العدو نفل الربع ، فإذا أقبل وكل الناس راجعا ، نفل الثلث ، وكان يكره الأنفال ويقول:ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم .
ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن الحارث به نحوه ، وقال الترمذي:هذا حديث حسن . ورواه ابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه من حديث عبد الرحمن بن الحارث وقال الحاكم:صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وروى أبو داود والنسائي ، وابن جرير ، وابن مردويه - واللفظ له - وابن حبان ، والحاكم من طرق ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال:لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا ، فتسارع في ذلك شبان الرجال ، وبقي الشيوخ تحت الرايات ، فلما كانت المغانم ، جاءوا يطلبون الذي جعل لهم ، فقال الشيوخ:لا تستأثروا علينا ، فإنا كنا ردءا لكم ، لو انكشفتم لفئتم إلينا . فتنازعوا فأنزل الله تعالى:( يسألونك عن الأنفال ) إلى قوله:( وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )
وقال الثوري ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال:لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، ومن أتى بأسير فله كذا وكذا . فجاء أبو اليسر بأسيرين ، فقال:يا رسول الله ، وعدتنا ، فقام سعد بن عبادة فقال:يا رسول الله ، إن أعطيت هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء ، وإنه لم يمنعنا من هذا زهادة في الأجر ، ولا جبن عن العدو ، وإنما قمنا هذا المقام محافظة عليك ، نخاف أن يأتوك من ورائك ، فتشاجروا ، ونزل القرآن:( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ) قال:ونزل القرآن:( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه [ وللرسول] ) إلى آخر الآية [ الأنفال:41] .
وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله - في كتاب "الأموال الشرعية وبيان جهاتها ومصارفها ":أما الأنفال:فهي المغانم ، وكل نيل ناله المسلمون من أموال أهل الحرب ، فكانت الأنفال الأولى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تعالى:( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ) فقسمها يوم بدر على ما أراده الله من غير أن يخمسها على ما ذكرناه في حديث سعد ، ثم نزلت بعد ذلك آية الخمس ، فنسخت الأولى .
قلت:هكذا روى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، سواء . وبه قال مجاهد ، وعكرمة والسدي .
وقال ابن زيد:ليست منسوخة ، بل هي محكمة .
قال أبو عبيد:وفي ذلك آثار ، والأنفال أصلها:جمع الغنائم ، إلا أن الخمس منها مخصوص لأهله على ما نزل به الكتاب ، وجرت به السنة . ومعنى الأنفال في كلام العرب:كل إحسان فعله فاعل تفضلا من غير أن يجب ذلك عليه ، فذلك النفل الذي أحله الله للمؤمنين من أموال عدوهم وإنما هو شيء خصه الله به تطولا منه عليهم بعد أن كانت المغانم محرمة على الأمم قبلهم ، فنفلها الله هذه الأمة فهذا أصل النفل .
قلت:شاهد هذا في الصحيحين عن جابر:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي فذكر الحديث ، إلى أن قال:وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وذكر تمام الحديث .
ثم قال أبو عبيد:ولهذا سمي ما جعل الإمام للمقاتلة نفلا وهو تفضيله بعض الجيش على بعض بشيء سوى سهامهم ، يفعل ذلك بهم على قدر الغناء عن الإسلام والنكاية في العدو . وفي النفل الذي ينفله الإمام سنن أربع ، لكل واحدة منهن موضع غير موضع الأخرى:
فإحداهن:في النفل لا خمس فيه ، وذلك السلب .
والثانية:في النفل الذي يكون من الغنيمة بعد إخراج الخمس ، وهو أن يوجه الإمام السرايا في أرض الحرب ، فتأتي بالغنائم فيكون للسرية مما جاءت به الربع أو الثلث بعد الخمس .
والثالثة:في النفل من الخمس نفسه ، وهو أن تحاز الغنيمة كلها ، ثم تخمس ، فإذا صار الخمس في يدي الإمام نفل منه على قدر ما يرى .
والرابعة:في النفل في جملة الغنيمة قبل أن يخمس منها شيء ، وهو أن يعطى الأدلاء ورعاة الماشية والسواق لها ، وفي كل ذلك اختلاف .
قال الربيع:قال الشافعي:الأنفال:ألا يخرج من رأس الغنيمة قبل الخمس شيء غير السلب .
قال أبو عبيد:والوجه الثاني من النفل هو شيء زيدوه غير الذي كان لهم ، وذلك من خمس النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن له خمس الخمس من كل غنيمة ، فينبغي للإمام أن يجتهد ، فإذا كثر العدو واشتدت شوكتهم ، وقل من بإزائه من المسلمين ، نفل منه اتباعا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا لم يكن ذلك لم ينفل .
والوجه الثالث من النفل:إذا بعث الإمام سرية أو جيشا ، فقال لهم قبل اللقاء:من غنم شيئا فله بعد الخمس ، فذلك لهم على ما شرط الإمام ؛ لأنهم على ذلك غزوا ، وبه رضوا . انتهى كلامه .
وفيما تقدم من كلامه وهو قوله:"إن غنائم بدر لم تخمس "، نظر . ويرد عليه حديث علي بن أبي طالب في شارفيه اللذين حصلا له من الخمس يوم بدر ، وقد بينت ذلك في كتاب السيرة بيانا شافيا ولله الحمد [ والمنة] .
وقوله تعالى:( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) أي:اتقوا الله في أموركم ، وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا ؛ فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه ، ( وأطيعوا الله ورسوله ) أي:في قسمه بينكم على ما أراده الله ، فإنه قسمه كما أمره الله من العدل والإنصاف .
وقال ابن عباس:هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا [ الله] ويصلحوا ذات بينهم . وكذا قال مجاهد .
وقال السدي:( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) أي:لا تستبوا . ونذكر هاهنا حديثا أورده الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي - رحمه الله - في مسنده ، فإنه قال:حدثنا مجاهد بن موسى ، حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا عباد بن شيبة الحبطي عن سعيد بن أنس ، عن أنس - رضي الله عنه - قال:بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس ، إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال عمر:ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ؟ فقال:رجلان جثيا من أمتي بين يدي رب العزة ، تبارك وتعالى ، فقال أحدهما:يا رب ، خذ لي مظلمتي من أخي . قال الله تعالى:أعط أخاك مظلمتك . قال:يا رب ، لم يبق من حسناتي شيء . قال:رب ، فليحمل عني من أوزاري ، قال:وفاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبكاء ، ثم قال:إن ذلك ليوم عظيم ، يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم ، فقال الله تعالى للطالب:ارفع بصرك فانظر في الجنان ، فرفع رأسه فقال:يا رب ، أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ، لأي نبي هذا ؟ لأي صديق هذا ؟ لأي شهيد هذا ؟ قال:هذا لمن أعطى الثمن . قال:يا رب ، ومن يملك ذلك ؟ قال:أنت تملكه . قال:ماذا يا رب ؟ قال:تعفو عن أخيك . قال:يا رب ، فإني قد عفوت عنه . قال الله تعالى:خذ بيد أخيك فأدخله الجنة . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة .