بسم الله الرحمان الرحيم
قوله تعالى:{الر تلك آيات الكتاب الحكيم 1 أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين} .
أما قوله:{الر} ففي تأويله عدة أقوال ،لعل أجدرها بالاعتبار أنها أسماء للأحرف المعلومة من حروف التهجي أتى بها هنا على سبيل التحدي ،وبذلك يكون اسم الإشارة{تلك} عائدا إليها ،فيكون تقدير الكلام: هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته أو الإتيان بشيء من مثله إنما تتألف كلماته من جنس هذه الحروف .
قوله:{آيات الكتاب الحكيم}{الكتاب} ،يراد به جميع القرآن باعتبار تحققه في اللوح المحفوظ ،أو باعتبار نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا ،وإما جميع ما نزل من القرآن حينئذ .و{الحكيم} ،أي ذو الحكمة ؛سمي بذلك لاشتماله على الحكمة .و{الحكيم} صفة للكتاب .