بسم الله الرحمان الرحيم
{الر تلك آيات الكتاب الحكيم ( 1 ) أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ( 2 )} .
المفردات:
الر: قال السلف فيها وفي أمثالها: الله أعلم بمراده: ويأتي تفصيل الحديث عنها في الشرح .
الكتاب الحكيم: القرآن المشتمل على الحكمة وهي إصابة الحق .
التفسير:
1{الر تلك آيات الكتاب الحكيم} .
( الر )
أسلفنا الحديث عن هذه الأحرف المقطعة في صدر سورة البقرة ،وآل عمران ،والأعراف ،ومجمل هذا الحديث أن هذه الفواتح للعلماء فيها رأيان رئيسان:
الأول: أنها من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه .
الثاني: أن لها معنى وتعددت الآراء في تحديد هذا المعنى .
فمن العلماء من قال: إنها أسماء للسور التي تصدرتها ،ومنهم من قال: هي إشارة إلى أسماء الله تعالى أو صفاته ،ومنهم من قال: هي حروف ذكرت للتحدي والإعجاز ،وبيان أن القرآن مكون من الحروف العربية التي تنطقون بها ،وقد عجزتم عن الإتيان بمثله ؛فدل ذلك على أنه من عند الله تعالى .
ومنهم من قال: هي حروف للتنبيه كالجرس الذي يقرع فيتنبه التلاميذ إلى دخول المدرسة ؛فقد تواصى الكفار بالإعراض عن القرآن وعدم الاستماع إليه ،قال تعالى:{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} .( فصلت: 26 ) .
فلما طرق أسماعهم ما لم يألفوه ؛تنبهوا ،فكانت هذه الأحرف بمثابة أدوات الاستفتاح التي تدعو الناس إلى الإصغاء والانتباه لما يلقى عليهم .
وجاء في تفسير الطبري حكاية عن الربيع: أن الإعجاز في هذه الأحرف: هو جواز اشتمالها على جميع الآراء التي ذكرها العلماء في تفسيرها ،فهي أسماء للسورة ،وهي حروف للتحدي والإعجاز ،وهي أدوات للتنبيه ،وهي إشارة إلى أسماء الله تعالى أو صفاته ،وهي في نفس الوقت مما استأثر الله تعالى بعلمه .
{تلك آيات الكتاب الحكيم} .أي: تلك الآيات السامية ،المنزلة عليك يا محمد ،هي آيات الكتاب المشتمل على الحكمة والصواب ،الناطق بكل ما يوصل إلى السعادة الدنيوية والأخروية .