وذلكم البيان المفصل لتفسير السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
{المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} .
{المر} ،مبتدأ وخبره ما بعده .والتقدير: أن هذه الحروف التي تأتي فواتح لبعض السورة ،هي التي تتكون منها آيات هذا القرآن ،الذي عجزتم عن مضاهاته أو معارضته .وقيل:{المر} ،في محل رفع مبتدأ محذوف والتقدير: هذه السورة اسمها{المر} .والإشارة عائدة إلى{آيَاتُ الْكِتَابِ}{[2308]} .
قوله:{وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}{الذي} في محل رفع على الابتداء ،وخبره{الحق} وهذه الجملة جاءت لتبين أن هذا المنزل هو الحق ؛فهي بذلك مستأنفة .
قوله:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} أكثر الناس لا يؤمنون بهذا الحق وهو القرآن المنزل من عند الله .أكثر الناس في غالب الأحوال والأزمان والأرضين قد خسروا أنفسهم وضلوا عن سواء السبيل لما م يؤمنوا بهذا القرآن .هذا الحدث الكوني لهائل الذي جاء مشتملا على كل الخير والعدل والرحمة لكل الناس .
ولو قدر للبشرية أن تعي هذه الحقيقة الكبرى ؛لأيقنت أن ملاذها في الخير والعدل والأمن والسعادة ،إنما يمكن في القرآن بما حواه من عقيدة سامية راقية سمحة محببة ،وتشريع عظيم ومسير وملائم .لكن البشرية قد خسرت أفظع خسران بحرمانها هذا القرآن لما حيل بينها وبين فهمه وإدراك معانيه .ولقد لعب الشياطين من دهاقنة الشبر بكيدهم من أجل أن يرسخوا هذه الحيلولة التي باعدت بين البشرية وهذا القرآن العظيم ،وذلك بمختلف الأساليب من الخداع والتشويه والتضليل والتجهيل وإشاعة الأكاذيب والافتراءات عن هذا الكتاب الحكيم ،تنفرا للبشرية المضللة المستغفلة .