بسم الله الرحمان الرحيم
{والنجم إذا هوى 1 ما ضل صاحبكم وما غوى 2 وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4 علّمه شديد القوى 5 ذو مرة فاستوى 6 وهو بالأفق الأعلى 7 ثم دنا فتدلى 8 فكان قاب قوسين أو أدنى 9 فأوحى إلى عبده ما أوحى 10 ما كذب الفؤاد ما رأى 11 أفتمارونه على ما يرى 12 ولقد رآه نزلة أخرى 13 عند سدرة المنتهى 14 عندها جنة المأوى 15 إذ يغشى السدرة ما يغشى 16 ما زاغ البصر وما طغى 17 لقد رأى من آيات ربه الكبرى} .
أقسم الله بجزء من خلقه وهو النجم إذا هوى أي إذا سقط إلى أسفل .والمراد بالنجم ههنا الثريا إذا سقطت مع الفجر .والثريا من حيث العدد جملة نجوم .وقيل: المراد نجوم السماء جميعا حين تغرب ،فقد أقسم الله بالنجوم إذا غابت .وقيل غير ذلك .
وقد روي في هذا الصدد عن عروة بن الزبير ( رضي الله عنه ) أن عتبة بن أبي لهب وكان زوجا لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أراد الخروج إلى الشام فقال: لآتينّ محمدا فلأوذينّه .فأتاه فقال: يا محمد هو كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى .ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ورد عليه ابنته وطلقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم سلط عليه كلبا من كلابك "وكان أبو طالب حاضرا فوجم{[4369]} لها وقال: ما كان أغناك با ابن أخي عن هذه الدعوة .فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره .ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم: إن هذه أرض مسبعة ( تكثر فيها السباع ) .فقال أبو لهب لأصحابه: أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة .فإني أخاف على ابني من دعوة محمد .فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم ،وأحدقوا بعتبة فجاء الأسد يتشمّم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله .