{ن}: من الحروف المقطعة التي تقدم الحديث عنها في سورتي البقرة والشورى .
{وَالْقَلَمِ} الذي يكتب به الناس{وَمَا يَسْطُرُونَ} أي وما يكتبون به من الشؤون المتعلقة بحياتهم الخاصة والعامة ،في ما يحتاجون إلى توثيقه وتأكيده ليبقى أساساً للثبات في التزاماتهم وعلاقاتهم وأوضاعهم المتنوعة المرتكزة على بعض القضايا المتصلة بالمستقبل ،في ما يجب أن يبقى شاهداً على كل تفاصيلها ومفرداتها .
كما يحتاجه الإنسان في كل قضايا المعرفة التي يتركها السابقون للاّحقين في ما يجعلونه منطلقاً لأفكار جديدةٍ ،وقاعدةً لبناء ثقافيٍّ قويٍّ ،ولتجربةٍ جديدةٍ تستلهم التجارب الماضية الباقية في وعي الأجيال اللاحقة .
وهكذا كان القلم الذي ألهم الله الناس أن يستخدموه كأداةٍ للكتابة ،هو الأداة التي أعطت الإنسانية ثقافتها الواسعة ،ومنحتها كل إمكانات التقدم والتطوّر والارتفاع ،ولولاها لبقيت المعرفة تحت رحمة الكلمة المسموعة التي تبقى في دائرةٍ ضيقةٍ في نطاق الظروف المحدودة المحيطة بالإنسان ،الخاضعة لحدود الزمان والمكان .
وبذلك كان من الأهمية الكبرى بحيث يكون في المستوى الذي يقسم الله به ،كما يقسم بالأمور المهمّة من خلقه ،في ما أنعم الله على العباد به من نعمه الكثيرة .