{الْحَاقَّةُ *مَا الْحَآقَّةُ} الكلمة مشتقة من الحق الذي يمثل الثبات ،ولمّا كان يوم القيامة يمثل الحقيقة الدينية الثابتة التي لا مجال للشك فيها ،فقد عبّر عنه بهذه الكلمة التي أريد لها أن تهزّ الضمير الإنساني في أعماقه عندما يتطلع في وعيه إلى اليوم الآخر الذي كان الجدل يثور حوله بين المؤمنين والمكذبين به ،في ما يؤكده هؤلاء ويكذبه أولئك ،فإذا بالصيحة تدوّي لتطلق الكلمة غير المألوفة لديهم في اشتقاقها ،فتطرحها لتوحي بأن الآخرة هي الحاقّة في طبيعة تمثيلها للحق وهي التي تعطي الحق عمقه وامتداده .