القول في تأويل قوله تعالى:الْحَاقَّةُ (1)
يقول تعالى ذكره:الساعة ( الْحَاقَّةُ ) التي تحقّ فيها الأمور، ويجب فيها الجزاء على الأعمال ( مَا الْحَاقَّةُ ) يقول:أيّ الساعة الحاقة.
وذُكر عن العرب أنها تقول:لما عرف الحاقة متى والحقة متى، وبالكسر بمعنى واحد في اللغات الثلاث، وتقول:وقد حقّ عليه الشيء إذا وجب، فهو يحقّ حقوقا.
والحاقة الأولى مرفوعة بالثانية، لأن الثانية بمنـزلة الكناية عنها، كأنه عجب منها، فقال:( الحاقة ):ما هي، كما يقال:زيد ما زيد.
والحاقة الثانية مرفوعة بما، وما بمعنى أي، وما رفع بالحاقة الثانية، ومثله في القرآنوَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِوالْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ، فما في موضع رفع بالقارعة الثانية والأولى بجملة الكلام بعدها.
وبنحو الذي قلنا في قوله:( الْحَاقَّةُ ) قال أهل التأويل
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( الْحَاقَّةُ ) قال:من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذّره عباده.
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا ابن يمان، عن شريك، عن جابر، عن عكرِمة قال:( الْحَاقَّةُ ) القيامة.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( الْحَاقَّةُ ) يعني:الساعة أحقت لكل عامل عمله.
حدثني ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْحَاقَّةُ ) قال:أحقت لكلّ قوم أعمالهم.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( الْحَاقَّةُ ) يعني القيامة.