بسم الله الرحمن الرحيم
{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 1 ) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ( 3 )} .
التفسير:
1-سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .
يقول تعالى: هذه سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا ،وفيه تنبيه على الاعتناء بها ولا ينفى ما عداها ،وَفَرَضْنَاهَا .أي: فرضنا أحكامها التي فيها .
قال مجاهد: أي بينا الحلال والحرام ،والأمر والنهي والحدود .
وقال البخاري: فرضناها عليكم وعلى من بعدكم .ونلمح من فرضية أحكام هذه السورة إشارة إلى أن ما تحتوي عليه من الآداب والأحكام في الحلال والحرام ،والأمر والنهي والحدود ؛ليست بمثابة التوصيات بل إنها أحكام قاطعة لا بد أن تتبعوها ،وتكيفوا شئون حياتكم الفردية والاجتماعية على حسبها ،إن كنتم مؤمنين بالله واليوم الآخر .
وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ .
أي: مفسرات واضحات ليس فيها شيء من الالتباس والإبهام ،بل هي أحكام واضحة بينة لا يمكنكم أن تعتذروا عن العمل بها بأنكم لا تفهمونها .
لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .لكي تتعظوا .فهذه الآية كأنها مقدمة لمرسوم ملكي ،وفيها التنبيه على مدى اهتمام الرب – سبحانه وتعالى – بما جاء في سورة النور من الأحكام والآداب ،ولا تساويها في هذا الشأن مقدمة أي سورة أخرى .