بسم الله الرحمان الرحيم
{طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين( 1 ) هدى وبشرى للمؤمنين( 2 ) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون( 3 ) إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون( 4 ) أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون( 5 ) وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم( 6 )} .
المفردات:
طس: حروف مقطعة للتنبيه ،مثل: ألا ،ويا التي للنداء وينطق بأسمائها فيقال: [ طا-سين] .
تلك: إشارة إلى السورة .
مبين: موضح للأحكام والأخلاق والعظات .
التفسير:
1-{طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
طس ..
اسمان لحرفين من حروف المعجم ،هما الطاء والسين ،وقد مضى الكلام بشأن مثلهما ،في أول سور البقرة ،وآل عمران ،ويونس ،وهود ،وغيرها .ومن كلام العلماء أنهما حرفان للتنبيه ،كالجرس الذي يقرع فيتنبه التلاميذ لدخول المدرسة ،وهذه الأحرف فاجأت العرب بأمر لهم يألفوه فتنبهوا ،فلما تنبهوا قال القرآن الكريم .
{تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
أي: هذه الآيات المنزلة عليك يا محمد هي آيات القرآن المعجز في بيانه الساطع في برهانه .
{وكتاب مبين}
وآيات كتاب واضح مبين لمن تفكر فيه وتدبر ،أبان الله فيه الأحكام ،وهدى به الأنام .
وقد لاحظ العلماء المهتمون بالإحصاء ،أن كل سورة بدئت بمثل هذه الفواتح ،تغلب فيها الحروف التي بدئت بها ،على سائر الحروف التي تكونت منها كلمات السورة ،وبما أن محمدا صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب ،فذلك شاهد على أن القرآن ليس من تأليفه ،كما زعم أعداء الحق ،بل هو من عند الله العزيز الحكيم .